اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند استقباله نظيره الاسرائيلي موشي كتساف امس ان روسيا "تشعر بالاشمئزاز" لما وصفه بعمليات الارهاب ضد اسرائيل، ودعا الى الاقتداء بسياسة تل ابيب في "التعامل مع الارهابيين". ولم يتطرق بحرف واحد الى معاناة الفلسطينيين، فيما حمل كتساف الرئيس ياسر عرفات مسؤولية التدهور و"عدم تنفيذ الوعود". كان كتساف زار اوكرانيا وسيتوجه الى جورجيا بعد انتهاء زيارته الى موسكو والتي تأتي في مرحلة تشهد تقارباً ملحوظاً بين اسرائيل وروسيا التي اخذت تبتعد عن الحياد وتقترب من المواقف الاسرائيلية. وشدد بوتين على ان بلاده مهتمة بنجاح التسوية، وقال انها ستساعد اسرائيل وسائر الأطراف على حل "القضايا المعقدة" التي تواجهها حالياً. وأضاف ان العلاقات مع اسرائيل "في حال نهوض" واعرب عن أسفه لأنه لم يتم تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه بينه وبين رئيس الحكومة المستقيل ايهود باراك. وزاد الرئيس الروسي قائلاً ان في اسرائيل عدداً كبيراً من مواطني الاتحاد السوفياتي السابق و"لا يمكن ان لا نكترث لمصيرهم ... وهم حلقة وصل جيدة بين بلدينا". ومعلوم ان الاحزاب "الروسية" في اسرائيل تتخذ موقفاً متشدداً ضد الفلسطينيين، وهناك اعداد كبيرة من حملة الجنسيتين الاسرائيلية والروسية الذين يشاركون في حملات قتل المواطنين العرب أو التمسك بالمستوطنات. ويذكر ان بوتين كان ذكر في هذا الصدد ان من حق المواطنين الروس ان يسكنوا "حيثما شاؤوا" رافضاً بذلك مطالبة الفلسطينيين باتخاذ اجراءات لمنع "الاستيطان الروسي". واكد الرئيس الروسي امس ان بلاده "تشعر بالاشمئزاز من عمليات الارهاب ضد اسرائيل، خصوصاً ضد الاطفال"، وقال ان هذا "أمر لا يقبله عقل أي روسي". وتابع ان "تعامل اسرائيل مع الارهابيين هو مثال جيد لما ينبغي ان تكون عليه السياسة في هذا المجال ... فهي سياسة صاغها الشعب الاسرائيلي بمعاناته طوال عقود من الزمن". وزاد ان التجربة برهنت انه "لا يجوز اجراء أي مفاوضات مع الارهابيين ... فهم سيعتبرونها دليل ضعف وسيحاولون استثمار ذلك لاستخدام الارهاب كوسيلة لبلوغ النجاح في الميدان السياسي". ورد كتساف على "التحية" بأفضل منها فقال مجيباً عن سؤال عن موقفه من الحرب الشيشانية انه "لا يجوز التساهل مع الارهابيين" ولكنه اضاف ان المفاوضات هي السبيل الوحيد للتسوية. واستمع الرئيس الروسي باهتمام الى كتساف وهو يحمل الرئيس الفلسطيني المسؤولية عن التدهور ويقول "ان عرفات لم ينفذ أياً من الوعود التي قطعها لأربعة من رؤساء الحكومات في اسرائيل ولولا ذلك لما كنا نواجه ما نواجهه الآن". وعلى صعيد العلاقات الثنائية، اكد بوتين "المستوى الرفيع" للحوار بين البلدين، وذكر ان التبادل التجاري بينهما بلغ خلال 10 شهور من العام الماضي اكثر من 800 مليون دولار، ويجري حالياً البحث في مشاريع للتعاون في تصنيع وتسويق معدات عسكرية في بلدان ثالثة، وابدى استعداد روسيا للمساهمة في بناء مترو الانفاق في تل ابيب.