اتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على تعزيز التنسيق والتعاون في مجال الاستخبارات بين اسرائيل وروسيا خصوصا لمكافحة الارهاب حسب مفهوم موسكو وتل ابيب. واكد بيان لرئاسة الوزراء الاسرائيلية صدر في اعقاب لقائهما الاثنين الماضي ان شارون ولافروف اتفقا على تعزيز التنسيق والتعاون في ميادين الاستخبارات والشؤون الانسانية ، مضيفا وحدها جبهة دولية هجومية موحدة يمكن ان تتغلب على الارهاب . ويعتبر الاسرائيليون مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية عملا ارهابيا ولم تعلن روسيا موافقتها على هذا المفهوم من قبل ولم يصدر أي توضيح حول التضارب الواضح مع موقف روسيا المعلن من القضية الفلسطينية وكان لافروف ونظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم قد وقعا يوم الاثنين بيانا مشتركا يتناول التعاون بين البلدين خصوصا في مجال مكافحة الارهاب. واكد البيان المشترك ان وزارتي الخارجية في البلدين ستشجعان بكل الوسائل المتاحة تطوير تعاون موسع ثنائي واقليمي ومتعدد الاطراف في اطار مكافحة الارهاب الدولي والتهديدات الاخرى . وقد اشار وزير الخارجية الروسي الاثنين الى مسألة التعاون بين اسرائيل وروسيا في مكافحة الارهاب لا سيما تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين بعد مأساة بيسلان في القوقاز الروسي. وقال لافروف اثناء مؤتمر صحافي مشترك مع شالوم بعد توقيعهما البيان المشترك: كانت اسرائيل بين الدول الاولى التي عرضت مساعدتها على روسيا وسنقرر اجراءات هذه المساعدة لاحقا . واعتبر الوزير الروسي ان الارهاب العالمي هو العدو الاخطر لكل الشعوب . من جهته قال سيلفان شالوم ان الارهاب الذي ضرب روسيا ليس مختلفا عما حصل في نيويورك وتل ابيب او مدريد . في اشارة واضحة لاعتبار المقاومة الفلسطينية عملا ارهابيا. وامتنع لافروف وشالوم عن الدخول في التفاصيل بما يتعلق بهذا التعاون.لكن الوزير الاسرائيلي اضاف ان اسرائيل ستقدم خصوصا مساعدة نفسية للاطفال المصابين بصدمة اثر مجزرة بيسلان وهو مجال كسبت فيه خبرة طويلة، على حد قوله. وكان شالوم قد قال السبت انه لا فرق بين ما حدث في بيسلان وبئر السبع بجنوب اسرائيل حيث نفذت عملية انتحارية فلسطينية مزدوجة تبنتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) واسفرت عن سقوط 16 قتيلا فضلا عن منفذيها. واتصل شارون من جهته مرتين السبت والاحد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليعبر له عن دعمه ويعرض تعاون اسرائيل في مجال مكافحة الارهاب. وقد قتل حوالى اربعمائة شخص بعد الهجوم الذي شنته القوات الروسية بشكل مفاجىء وغير مخطط على ما يبدو الجمعة على مدرسة بيسلان حيث احتجزت مجموعة مسلحة موالية للانفصاليين الشيشانين مئات الاطفال والبالغين.
