أعلن وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف ان لا تفاوض مع الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان على عودة فرق التفتيش الى بغداد أو تطبيق القرار 1284، مشدداً على ان الحوار في محادثاته مع أنان أواخر الشهر المقبل سيكون "مراجعة" للملف العراقي. واعتبر ان "الخيار العربي" سيساعد في رفع الحظر، مستبعداً قبول وساطة خليجية بين بغداد وواشنطن. بغداد - أ ف ب، رويترز - قال وزير الخارجية العراقي ان الحوار بين بغداد والامم المتحدة سيبدأ في 26 شباط فبراير المقبل. وأوضح في حديث الى التلفزيون العراقي أذيع في وقت متقدم ليل الجمعة انه اتفق والأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان على اجراء الحوار يومي 26 و27 شباط، مشيراً الى ان المحادثات ستكون استكمالاً لاجتماع انان ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزت ابراهيم الدوري، على هامش القمة الاسلامية التي عقدت في الدوحة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ووجه الأمين العام الدعوة الى بغداد لمحاولة انهاء الطريق المسدود في شأن التفتيش عن الأسلحة العراقية المحظورة، وهو شرط مسبق لرفع العقوبات. لكن الصحاف اكد ان العراق لن يتفاوض على عودة فرق التفتيش التي غادرت بلاده عشية الغارات الاميركية - البريطانية في كانون الأول ديسمبر 1998. وزاد ان عزت ابراهيم طلب من انان اثناء الاجتماع في قطر التوقف عن مطالبة بغداد بالسماح للمفتشين بالعودة، مشدداً على رفض التعامل مع القرار 1284 الذي ينص على تجميد العقوبات في حال عودة فرق التفتيش. الى ذلك، أكد الصحاف ان العراق "لا يثق بموضوعية" مجلس الأمن، معتبراً ان "الخيار العربي" سيساعد في انهاء الحظر "العربي اساساً". وتابع: "لا جدوى من مجلس الأمن الذي يهيمن عليه الاميركيون، والخيار الدولي ليس المجلس فقط، نعمل مع دول العالم، داخل المجلس أو خارجه" لإنهاء الحظر. واستدرك ان "الحصار هو عربي في الأساس، والخيار العربي سيساعد في كسره لنتخلص من الحال الراهنة". وأوضح ان الخارجية العراقية "ستركز على المحيط العربي مع إبقاء الخيارات الاسلامية والدولية، ولا بد ان نعمل في اطارنا القومي بأقصى ما نستطيع، كي يدرك الرسميون العرب ان لا مسوغ قانونياً لاستمرار الحصار، واستمرار حال الضعف أمامه". وأبدى تفاؤلاً باحتمالات التجاوب العربي. ووصف الصحاف العلاقة بين بلاده ومصر بأنها "مهمة جداً"، مؤكداً ان زيارة نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان القاهرة "ناجحة ومهمة، وستفتح أبواب تعاون اقتصادي واسع خارج اطار اتفاق النفط للغذاء". وزاد ان هذه الزيارة ستساهم في "تنسيق البلدين سياسياً في الاطار العربي القومي". وعن مستقبل العلاقات مع دمشق، قال الوزير ان السوريين يعدون لفتح شعبة لرعاية المصالح في بغداد، موضحاً ان التأخير في ذلك "يعود الى أسباب اقتصادية في موازنة وزارة الخارجية". واستبعد تحولاً في السياسة الاميركية مع تولي جورج بوش الإبن الرئاسة في الولاياتالمتحدة، مؤكداً ضرورة مواصلة التنسيق مع الصين وفرنسا وروسيا لرفع الحظر. ورداً على سؤال طرحه أحد المشاهدين هاتفياً عن امكان اختيار الادارة الاميركية دولاً خليجية للقيام بوساطة لدى العراق، قال الصحاف ان "هناك مبدأ ثابتاً في سياستنا الخارجية، هو ان العراق لا يتحمل ان يكون طرف عربي وسيطاً واخواننا في الخليج يعرفون هذه الحقيقة". وشدد على عدم وجود تغيير في موقف بلاده الرافض "التفاوض" على تطبيق القرار 1284 .