مثلما أحيت الذكرى العاشرة للغزو العراقي للكويت في 2 آب اغسطس الماضي مرارات الغزو لدى العرب والكويتيين خصوصاً، يجدد ليل 17-18 كانون الثاني يناير العاشر منذ عملية "عاصفة الصحراء"، مآسي حرب جعلها الاحتلال حتمية. والمفارقة بعد عقد على الحرب، أن أشخاصها عادوا إلى البيت الأبيض، فيما الرئيس صدام حسين لا يزال في السلطة، والشعب العراقي يعاني وطأة الحصار، وبغداد تحيي مقولة "الكويت المحافظة التاسعة عشرة"! تبدل زعماء في عواصم الغرب الذي يفرض الحصار، والعقوبات على حالها، وإن نجح صدام في تخفيف عزلته عربياً ودولياً. معضلة تداعيات حرب الخليج الثانية لم تجد حلاً، شعار المصارحة سقط مرات، والمصالحة تنتظر نهاية "أم الكوارث". في مثل هذا اليوم قبل عشر سنين نفذت 600 طائرة للتحالف ألفي غارة على العراق، بعدما رفض الانذار الأخير لسحب قواته من الكويت. هناك استبشر الكويتيون الذين عانوا محنة الاحتلال بقرب موعد التحرير... والتهبت السماء. رغم كل الضربات كانت بغداد تتحدث عن "النصر"، وبعد عقد على الهزيمة ما زالت تمجد "أم المعارك" وتعطي "فرصة أخيرة" للحوار مع الأممالمتحدة.