الكويت - أ ف ب - احيت الكويت اليوم الأربعاء وسط شعور عارم بالمرارة الذكرى العاشرة للاجتياح العراقي الذي ما زالت بغداد تدافع عنه وتعتبره دفاعاً عن النفس. وتبادل المسؤولون الكويتيون برقيات بالمناسبة اشاروا فيها الى "نضال" الشعب الكويتي ضد الغازي ومعاناته طوال سبعة اشهر من الاحتلال. ودعا رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي المواطنين الى استخلاص العبر من الاجتياح. وقال: "لا بد ان نكون صريحين مع انفسنا حيث اننا لم نستفد من الدروس ... يبدو اننا بحاجة الى التذكير بايام الغزو لكي نتذكر ونقدر ما نحن فيه من نعمة". ورغم اصلاح غالبية الاضرار الناجمة عن سبعة اشهر من الاحتلال، ما زالت مسألة الاسرى الذين فقدوا ابان الاجتياح، وعدهم 600 شخص، تقلق بال الكثيرين. وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع الكويتي الشيخ سالم الصباح استعداده للجلوس "مع العراق وجها لوجه اذا وافق على الافراج عن 15 في المئة من الاسرى". وفي بغداد، دافعت الصحف الصادرة امس عن الاجتياح على خلفية التحدي وعدم ابداء اقل الاشارات الدالة على الاعتراف بالذنب واعتبرت ان الامر كان مفروضا عليها وبمثابة دفاع عن النفس. وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم "ان العراق لم يعد امامه من خيار في الثاني من اب اغسطس 1990 سوى ان يعمل على قبر المؤامرة في مهدها الكويتي وبقوة السلاح". واشارت الى وجود مخطط "بتدمير العراق والقضاء على نموذج النهضة العربية الحديثة وازاحة العقبة امام تنفيذ المخطط الاميركي الصهيوني المرسوم لاحتواء الامة العربية واضعافها". من جهتها، كتبت "الجمهورية" ان "العراق مارس في يوم الثاني من اب اغسطس صيغة مشروعة من صيغ الدفاع عن النفس اضطر اليها وهو يواجه مؤامرة كبيرة متعددة الاطراف خطيرة الابعاد فكان لابد ان يدفع الاذى عن شعبه وسيادته وثروته وضمانات مستقبله". وبدورها، رأت "بابل" التي يشرف على ادارتها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي ان "العراقيين انتفضوا فجر ذلك اليوم الخالد الثاني من اب/اغسطس لتأديب آل صباح القابعين في اوكار الباطل والتآمر بعد ان طال صبر العراقيين عليهم وبعد ان استنفدوا دون جدوى كل وسائل الاتصالات". واضافت "لقد امعنوا حكام الكويت في اثخان جراح العراق الخارج لتوه من حرب مع ايران كانت دفاعا عن الكويت نفسها ودول الخليج العربي الاخرى". وفجر الثاني من آب اغسطس، اجتاح الجيش العراقي خلال بضع ساعات الكويت التي يتهمها ب"سرقة" نفطه و"اقتطاع" اجزاء من اراضيه. وطرد الجيش العراقي من الكويت في شباط فبراير 1991 على يد تحالف قوات دولية بزعامة الولاياتالمتحدة كما فرضت الاممالمتحدة حظرا متعدد الوجوه على العراق بعد اجتياحه الكويت، لا يزال ساريا حتى الان.