في الذكرى العاشرة للغزو العراقي للكويت، والتي صادفت أمس، أصرت بغداد على ان الغزو كان "تأديباً" و"دفاعاً عن النفس"، في حين شدد أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح على "مشاعر تختلط فيها الآلام والمرارة بحلاوة التحرير". وأعلنت واشنطن انها ترفض "تأهيل نظام الرئيس صدام حسين" وتتمسك بمحاكمته على "جرائم ارتكبها ضد الانسانية". وشددت على امتلاك "وثائق كافية" لإجراء محاكمة مماثلة لتلك المتعلقة بيوغوسلافيا، مطالبة بجهود عربية ودولية في هذا المجال. وشنت الولاياتالمتحدة حملة علاقات عامة تهدف إلى تخفيف شدة الانتقادات الموجهة اليها من ان الحظر على العراق لا يؤذي سوى شعبه، مؤكدة جديتها في العمل لإطاحة صدام. وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون المنظمات الدولية ديفيد ويلش: "قد يكون هناك في العالم من يتحدث عن امكان التعايش مع نظام صدام وحتى إعادة تأهيله. إن الولاياتالمتحدة ليست ولن تكون جزءاً من هذا الأمر". وأضاف ان الرئيس الأميركي دعا علناً الى تغيير النظام في العراق. وتحدث في المؤتمر الصحافي مع ويلش السفير ديفيد شيفير الذي أكد إصرار الولاياتالمتحدة على محاسبة النظام العراقي على الجرائم التي ارتكبها. وأضاف ويلش ان قضية العراق بالنسبة الى ما حصل عام 1990 "لم تنته لأن العراق لم يتخل عن برنامجه لأسلحة الدمار الشامل ولم يحل بعد موضوع الأسرى الكويتيين بالإضافة إلى الإساءة للشعب العراقي". وشدد على أن برنامج "النفط للغذاء" يمتلك القدرة على تخفيف معاناة الشعب العراقي، فيما عدد شيفير "الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي"، مشيراً الى مستندات جديدة كشفتها الولاياتالمتحدة أخيراً توثق "الجرائم التي ارتكبها صدام ضد الإنسانية". وزاد ان الولاياتالمتحدة تسعى إلى "جلب صدام وأعوانه لمحاكمتهم على جرائمهم، لكن جهداً عربياً ودولياً مطلوباً من أجل تأمين ذلك" وذكر شيفير ان الوثائق المتوافرة كافية لإجراء محاكمة دولية مماثلة لتلك التي عقدت ليوغوسلافيا سابقاً ورواندا. بغداد - الكويت ولم تكن صورة صدام وخلفه أبراج الكويت المعروفة كأحد رموز البلد الذي احتلته القوات العراقية قبل عشر سنوات، المؤشر الوحيد إلى الطريقة التي استعادت فيها بغداد غزو الكويت، بل ان وسائل الإعلام العراقية اعتبرت أمس ان الغزو كان "تأديباً" و"دفاعاً عن السيادة الوطنية ازاء المؤامرة الكويتية". راجع ص2 أما الكويت فأحيت الذكرى العاشرة للغزو وسط شعور بالمرارة، وتبادل المسؤولون برقيات أشارت إلى "نضال" الشعب الكويتي ضد الغازي طوال سبعة أشهر من الاحتلال. واعتبر البنتاغون ان صدام "امبراطور في بلد ضعيف لم يعد يهدد جيرانه". وأفادت وكالة "فرانس برس" ان أمير الكويت رد على برقية لولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح، مشدداً على "ما يحس به الكويتيون من معان ومشاعر تختلط فيها الآلام والمرارة بحلاوة التحرير". وأضاف: "نتذكر ما أصابنا من غدر وما لحق بوطننا وأهله من عذاب وتخريب". وذكّر الشيخ سعد في برقيته ب"بطولات أهل الكويت ووقفتهم التاريخية صفاً واحداً وراء قيادتهم"، فيما دعا رئيس مجلس الأمة البرلمان جاسم الخرافي المواطنين إلى استخلاص العبر من الاجتياح العراقي، وقال: "لا بد ان نكون صريحين مع أنفسنا. لم نستفد من الدروس ويبدو اننا بحاجة إلى التذكير بأيام الغزو كي نقدّر ما نحن فيه من نعمة". في بغداد، نشرت صحيفة "بابل" المملوكة لعدي، النجل الأكبر للرئيس العراقي، صورة لصدام وهو يصلي وخلف ظهره أبراج الكويت. وكتبت الصحيفة: "في فجر ذلك اليوم الخالد 2/8/1990 انتفض العراقيون لتأديب حكام الكويت بعدما امعنوا في اثخان جراح العراق الخارج لتوه من حرب مع إيران". وذكّرت وسائل الإعلام العراقية بمواقف صدام خلال قمة بغداد عام 1990، مشيرة إلى أزمة أسعار النفط آنذاك. واستعادت صحيفة "الثورة" ما وصفته ب"انتصار العراق" الذي "جسد في المعركة المجيدة أم المعارك روح الأمة العربية".