القدس المحتلة - "الحياة"، أ ف ب، أ ب - قال رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز امس ان هزيمته امام مرشح ليكود الذي فاز في انتخابات الرئاسة موشيه كتساف اول من امس، لم تثبط عزمه، مؤكداً تصميمه على الاستمرار في العمل من اجل السلام. وتوقع انتخابات عامة في الدولة العبرية بعد ثلاثة اشهر، مشدداً على ضرورة تحقيق السلام مع الفلسطينيين في غضون هذه الفترة، ومحذراً من ان الفشل "سيكون مرعباً بالنسبة الى مستقبل اسرائيل". وتابع بيريز الذي كان يتحدث الى الاذاعة الاسرائيلية: "لست مثبط العزم لأنني أرفض اليأس وانوي الاستمرار في التحرك من اجل السلام". واشار الى ان 70 في المئة من الاسرائيليين يؤيدون افكاره، فيما جدد وزير الخارجية ديفيد ليفي تهديده بالاستقالة اليوم من حكومة ايهود باراك. واظهر استطلاع اجراه معهد داحاف لمصلحة صحيفة "يديعوت احرونوت" ان 54 في المئة من الاسرائيليين يفضلون لو ان الرئيس الجديد كان بيريز مقابل 42 في المئة فضلوا كتساف. وعلى رغم ان بيريز الحائز على جائزة نوبل للسلام بدا مذهولا بسبب هزيمته امام كتساف، الا انه استيقظ صباح امس "من دون ندم او اسى". وتابع: "توصلت الى قناعة بأن انتخابات ستجري بعد ثلاثة اشهر، يجب ان نحاول خلالها انجاز عملية السلام مع الفلسطينيين لأنه لم يبق هناك الكثير، وفي حال فشلها، سيكون ذلك أمراً مرعباً بالنسبة الى مستقبل اسرائيل". واكد "عدم وجود الغالبية الضرورية من اجل السلام في الكنيست وافضل ان يكون السلام عنوانا للانتخابات". واشاد بباراك الذي ابدى "شجاعة" في كامب ديفيد و"توغل بعيدا في طريق السلام". ورداً على سؤال عن شعوره فور انتهاء التصويت أول من امس وحصول كتساف على 63 صوتا مقابل 57 صوتا له قال بيريز: "لا يستطيع الرجل منع تقدمه في السن، لكن بامكانه السهر على تجديد نفسه يوميا، وما حصل لم يعد يعني لي شيئاً". وسحب بيريز 76 عاما استقالته من منصب وزير التعاون الاقليمي في حكومة باراك وعاد لمزاولة عمله، ووصفته الصحف الاسرائيلية في عناوينها الرئيسة امس ب"الخاسر"، وتحدثت عن "مأساته". الى ذلك، كرر ليفي امس انه يعتزم الاستقالة من الحكومة، وقال للاذاعة: "ما زلت أؤكد انني سأستقيل الأربعاء، لأن باراك لم يتخذ بعد خطوات تمهد لتشكيل حكومة وحدة وطنية". وجاءت تصريحات ليفي بعد اجتماع عقده معه سفير الولاياتالمتحدة لدى اسرائيل مارتن انديك وبعد اتصال هاتفي تلقاه من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت، في ما بدا مسعى اميركياً لإقناعه بمواصلة ائتلافه مع باراك. وبدا أمس ان رئيس الوزراء لن ينجح في تشكيل حكومة جديدة، خصوصاً بعدما رفض زعيم حزب ليكود ارييل شارون فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية معه. وقال زعماء شاس انهم غير متحمسين للعودة الى الائتلاف الحكومي الذي خرج منه ايضاً، قبل قمة كامب ديفيد، الحزب القومي الديني مفدال وحزب الناطقين بالروسية الذي يتزعمه ايتان شارانسكي.