تسعى السلطات الرسمية دائماً للهيمنة على الحركة الثقافية وتوجيهها نحو ما ينجسم مع السياسة الحكومية العامة، وتسعى - عبر وزارة الثقافة - للهيمنة على عقول المثقفين وتوجيههم. وما حصل في مصر يحصل دوماً في الدول العربية. وقد عانينا - في الأردن - سياسات وزارات الثقافة المتعاقبة، وجرى إهمال رابطة الكتّاب الأردنيين، وإهمال الهيئات الثقافية، الى أن جاء وزيرها الحالي الأستاذ محمود الكايد، وبادر الى اتخاذ خطوات عملية لدعم الرابطة وتوطيد أركان الحياة الثقافية من غير فرض أي قيد أو رغبة في التوجيه. وربما ساعد في هذا الانفتاح أن الأردن شرع بالاقتراب من "عمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002"، إلا أن هذا لا ينسينا صنوف المعاناة التي عشناها على مدى لربع قرن... أي منذ البدء بتأسيس وزارة الثقافة. ويبدو - من خلال التجربة - ان وزارة الثقافة هي الطرف المخوّل ملاحقة المثقفين وتضييق الخناق عليهم، وإحاطتهم بالمنع والقمع والحرمان من الوظيفة ومن التأمين الصحي... كما أنها هي الطرف المخول - نيابة عن السلطة - استعمال أسلوبي الترهيب والترغيب، الأمر الذي يشل حركة الثقافة والمثقف. رئيس اتحاد الكتّاب الأردنيين.