اتجه الخلاف بين وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني ومثقفين عارضوا قراراً أصدره الخميس الماضي بإقالة رئيس هيئة قصور الثقافة الناقد علي أبو شادي نحو تصعيد جديد، وأعلن رئيس تحرير سلسلة "آفاق الكتابة" الروائي إبراهيم أصلان استقالته من موقعه احتجاجاً على "حالة الهلع التي انتابت الحكومة لمجرد أن نائباً من الإخوان قدم طلب احاطة حول أعمال أدبية"، وأبلغ اصلان الموجود حالياً في الكويت "الحياة" في القاهرة عبر الهاتف تضامنه مع المثقفين المصريين "تجاه الهجمة الجديدة ضد الثقافة المصرية"، ورأى أن الأزمة الجديدة "لن تنتهي عند حد ابعاد أبو شادي وانما ستمتد الى حد تصفية حركة النشر في وزارة الثقافة"، وكان اصلان بطل أزمة رواية "وليمة لأعشاب البحر" التي تفجرت في ايار مايو من العام الماضي حين تبنى حزب "العمل" ذو التوجه الإسلامي حملة ضد رواية الكاتب السوري، وشنت صحيفة "الشعب" لسان حال الحزب حملة وصلت إلى حد تكفير القائمين على نشر الرواية في مصر. وخضع اصلان للتحقيق في نيابة أمن الدولة التي وجهت له تهمة "ترويج مطبوعة تحض على ازدراء الأديان والاساءة إلى الذات الإلهية"، لكن القضية لم تحل بعد على القضاء، ويتوقع أن يقدم أربعة آخرون من رؤساء تحرير سلاسل تصدر عن هيئة قصور الثقافة استقالتهم اليوم راجع ص 5، ويبدو أن حملة الاستقالات جاءت لزيادة الضغط على الوزير قبل أن تسفر عن اجراءات يعكف حالياً الرئيس الجديد للهيئة السيد محمد غنيم على درسها، لإبعاد من يعتقد حسني أن الوقت حان لإبعادهم. وعقد حسني أمس اجتماعاً مع غنيم انتهى إلى "تأكيد الاثنين التزام عدم اصدار أي كتاب أو رواية تتضمن الدين أو العقائد أو تتنافى مع قيم المجتمع والأخلاق العامة". وعلمت "الحياة" أن حسني تلقى دعماً حكومياً أثناء الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، وأن أعضاء الحكومة أكدوا مساندتهم له، وكان لافتاً أن عدد صحيفة "القاهرة" التي تصدرها الوزارة خلا أمس من أي إشارة إلى الأزمة بين الوزير والمثقفين الذين صعّدوا حملتهم وعقدوا اجتماعاً بحثوا فيه تنفيذ نشاط مواز لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي سيبدأ في 24 الجاري بعدما قرروا مقاطعته.