خسر المحافظون في ايران الرهان على دعم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني لخوض معركة الانتخابات الرئاسية ربيع العام المقبل، كمنافس للرئيس محمد خاتمي، إذ أعلن مصدر قريب الى رفسنجاني عدم قبول الأخير كل الوساطات لخوض الانتخابات. في عضون ذلك، سعى الاصلاحيون الى تعزيز حضورهم في كل القضايا المحورية، فصوت البرلمان ذو الغالبية الاصلاحية على تشكيل لجنة لتقصي حقائق الاضطرابات التي شهدتها أخيراً مدينة خرم آباد، مركز محافظة لرستان غرب، وأوقعت قتيلاً من رجال الشرطة و120 جريحاً من الطلاب وقوات الأمن. وستكون هذه اللجنة البرلمانية رابع لجنة تشكل للتحقيق في أحداث خرم آباد، بعد ثلاث تابعة لمجلس الأمن القومي، ومجلس الأمن الوطني التابع للداخلية وهيئة التفتيش العام التابعة للقضاء. وجاء قرار البرلمان بعدما صادقت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية على طلب قدمه النائبان الاصلاحيان علي تاجرنيا، وأحمد شيرزاد، لكشف أسباب الاضطرابات واتساعها، وأداء الأجهزة الأمنية في معالجتها. ويشكل أداء الأجهزة مصدر قلق للاصلاحيين، ليس بعيداً عن رغبتهم في الامساك بمزيد من نقاط القوة. اذ رأى حزب "جبهة المشاركة" القريب الى الرئيس خاتمي ان تلك الأحداث أظهرت بوضوح عدم امتلاك الحكومة الوسائل الكفيلة بحفظ الأمن، في اشارة واضحة الى تحكم المحافظين بالقوى الأمنية، خصوصاً قوات الشرطة والمتطوعين البسيج و"الحرس الثوري". ويرد المحافظون بأن وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري يتبوأ منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة في جهاز الشرطة، أي انه يتولى صلاحيات المرشد آية الله علي خامنئي في قوات الشرطة. كما أن القائد العام ل"الحرس" اللواء رحيم صفوي أكد أخيراً ان قواته و"البسيج" يجب أن تبقى بعيدة عن أي تحرك فئوي. وليست هذه المعطيات بعيدة عن أبرز الاستحقاقات الداهمة للتيارين الاصلاحي والمحافظ، اذ يستعدان لخوض معركة الانتخابات الرئاسية. ويبرز خاتمي بوصفه المرشح الأبرز على رغم نفيه أن يكون اتخذ قراره النهائي بخوضها. واللافت كان اعلان مصدر موثوق به قريب الى رفسنجاني ان الأخير رفض كل الوساطات من المحافظين لاقناعه بدخول الانتخابات. وقال المصدر لصحيفة "انتخاب" يمين معتدل ان الأطراف المحافظة بعدما يئست من امكان قبول رفسنجاني الترشيح، بدأت تبحث عن مرشح آخر. وكانت "جمعية المؤتلفة" التي تسيطر على "البازار" اعلنت انها ستدعم الرئيس السابق لكنها تركت الباب مفتوحاً أمام تقديم الدعم لخاتمي. ويعتقد أن رفسنجاني أدرك تماماً دلالات نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي جعلته في المرتبة العشرين بين الفائزين الثلاثين في طهران. وفي حال كان اعلان عدم خوضه الانتخابات الرئاسية تكتيكياً، وهذا مستبعد، فإن ذلك يعني السعي الى تفادي حملة جديدة شرسة من التيار الاصلاحي، كما حصل في الانتخابات النيابية في شباط فبراير الماضي.