اغلقت السلطات الروسية المعابر الحدودية بين جمهورتي الشيشان وانغوشيا واتخذت اجراءات أمنية مشددة لمواجهة عمليات عسكرية لمناسبة عيد الاستقلال الشيشاني، فيما جرت معارك ضارية أمس، في كواتشالوي وغروزني حيث قتل مجهولون مديرة احدى المدارس المحلية. كذلك أعلن الروس ان القائد الشيشاني العربي الأصل "خطّاب" غادر الجمهورية بعدما "اقتنع بعدم جدوى الجهاد" هناك. واعترف الحاكم العسكري الروسي في الشيشان الجنرال اينان بابتشيف بأن "موجات" من العمليات تكتسح مختلف انحاء الجمهورية الا انه نفى حدوث اشتباكات في العاصمة. وكانت مصادر شيشانية أكدت ان 40 جندياً روسياً قتلوا في معارك جرت في حي برويسلوفسكي الصناعي في العاصمة. وأشارت القيادة الروسية الى ان لغماً انفجر تحت سيارة تقل مجموعة من رجال الشرطة الخاصة، لكنها قالت ان الحادث اسفر عن جرح شخص واحد فقط. واعترفت قيادة القوات التابعة لوزارة الدفاع الروسية بأن وحداتها خاضت معركة لبضع ساعات في قضاء كواتشالوي القريب من العاصمة. وذكرت ان 13 مسلحاً شيشانياً قتلوا، فيما جرح خمسة من الجنود الروس. وذكر المركز الاعلامي لوزارة الداخلية الروسية ان اشتباكاً جرى في احد احياء غروزني. وإثر تبادل اطلاق النار، قتل مسلح شيشاني وجرح آخرون حاولوا نصب مكمن للقوات الفيدرالية. وهاجم ثلاثة مسلحين منزل اولغا كليموفا مديرة احدى المدارس في غروزني وقتلوها واباها وأمها واختها. يذكر ان زوج القتيلة ضابط في وزارة الأمن الروسية وكان اختطف منذ بضعة اشهر ولم يعرف مصيره. وأعلنت السلطات التابعة للروس في غوديريس ان رجال الشرطة عثروا على 600 غرام من مادة "تي ان تي" الشديدة الانفجار في مدرسة وابطلوا مفعول لغم في مدرسة اخرى. وذكر سعيد على اومالاتوف نائب محافظ غروزني ان الافاً من التلاميذ لم يتوجهوا الى المدارس لأن ذويهم يخافون من عمليات واسعة يمكن ان تبدأ اليوم لمناسبة الذكرى التاسعة لاعلان مؤسس الجمهورية الراحل جوهر دودايف استقلالها عن روسيا. وتحدثت مصادر أمنية روسية عن عملية سماها الشيشانيون "الاسلام" من المقرر ان تبدأ اليوم. وأفادت وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية ان 25 شاحنة وسيارة عبئت بالمتفجرات وسيقودها انتحاريون الى مواقع القوات الروسية. الا ان القائد الميداني المعروف شامل باسايف ذكر في حديث بثه موقع "صوت القوقاز" على الانترنت ان القوات الشيشانية لا تلتزم بإجراء عملياتها ل"مناسبات". من جهة اخرى، أعلنت مديرية الأمن الروسية في الشيشان ان القائد العربي الأصل خطّاب توصل الى قناعة أن "لا جدوى" لمواصلة الجهاد في الجمهورية الشيشانية وغادرها الى طاجيكستان للمشاركة في قيادة وحدات "الحركة الاسلامية" في آسيا الوسطى. وأثار هذا النبأ استغراب المراقبين اذ ان المراجع الأمنية الروسية كانت أكدت قبل يوم واحد انها رصدت تحويل 5.5 مليون دولار من اسامة بن لادن الى خطّاب. وقالت ان الأخير عزز مواقعه وبدأ إقامة مراكز للبث التلفزيوني ومعدات للاتصالات.