نفذ المقاتلون الشيشان انسحاباً مفاجئاً من غروزني امس، في اتجاه خطوط دفاعهم الجديدة في معاقلهم الجبلية جنوب غربي المدينة، حيث يتحصن حوالى عشرة آلاف من رفاقهم. وتمكنوا من كسر الحصار المفروض على المدينة واشتبكوا مع القوات الروسية في موقعين، ما اسفر عن مقتل ثلاثة من ابرز قادتهم، بينهم ليتشا دودايف محافظ غروزني وابن شقيق الرئيس الراحل جوهر دودايف راجع ص 8. وتخبط الروس في التعامل مع التطورات المتسارعة، عسكرياً واعلامياً، فيما واصل بضع مئات من المقاتلين الشيشان المناورة في الأحياء المحيطة بساحة مينوتكا الرئيسية، حيث انتشرت القوات الروسية وتعرضت لرمايات كثيفة. واخفقت القوات الروسية في منع الشيشان من الانسحاب، وفشلت بذلك محاولتها "فرض الاستسلام" على عدد من قادتهم لتحقيق نصر اعلامي في الحرب التي دخلت منعطفاً جديداً. وبدا وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف متوتراً وقال ان "احداً لن يسمح للمتمردين بمغادرة المدينة، الا اذا حملوا راية بيضاء والقوا سلاحهم". ودخلت مجموعة من المنسحبين حقل الغام روسياً، ما اسفر عن اصابات في صفوفهم، ودارت اشتباكات بين الجانبين على امتداد خطي الانسحاب وصولاً الى قريتي الخان قلعة ويرمولوكا جنوب غربي العاصمة. وعقد الشيشان اجتماعاً عسكرياً في الخان قلعة أبلغوا خلاله تعليمات جديدة تتعلق بعملية الانتشار التي نفذت بنجاح، بحسب مصادرهم. واصدر انصار القائد الشيشاني شامل باسايف الذي تردد انه اصيب بجروح ادت الى بتر ساقه، بياناً باسمه اكد فيه ان قواته "أنجزت هدفها العسكري وستتصرف وفقاً لخطة الدفاع عن دولة الشيشان". وسبق للشيشان ان انسحبوا من غروزني في الحرب السابقة 1994-1996 ونجحوا في توسيع رقعة الاشتباكات مع الروس واجبروهم على التقهقر، وهو الأمر ذاته الذي ينفذونه الآن بموجب خطة عسكرية أعلنوها قبل اسبوعين. وتضاربت الانباء في شأن نتائج عملية انزال نفذها الروس جنوباً قرب الحدود مع جورجيا بهدف قطع الامدادات عن المقاتلين الشيشان. واعلن الروس نجاح العملية، فيما اكد الشيشان انهم كبدوا خصومهم خسائر فادحة في الجنوب وداخل غروزني.