بعد هدوء نسبي، استأنف الشيشانيون "حرب الألغام" على نطاق واسع وفجروا سيارة مفخخة وسط العاصمة غروزني، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من رجال الشرطة والنيابة العامة الروسيين. وذكر الشيشانيون انهم دمروا مدرعات وسيارات في مختلف أنحاء الجمهورية الشيشانية. وحاول الكرملين في البداية "تحجيم" الخبر، وذكر مكتب الناطق الرسمي باسمه سيرغي ياسترجيمبسكي ان اربعة أشخاص قتلوا في الحادث. إلا أن وكالة "انترفاكس" ذكرت لاحقاً ان انفجار السيارة المفخخة قرب مركز للشرطة، أدى الى مقتل ثمانية أشخاص ونقل أكثر من 20 الى المستشفى توفي منهم سبعة. وكانت السيارة وهي من طراز "واز" المشابهة لسيارات "الجيب"، توقفت قرب مبنى المركز ونزل منها سائق يرتدي بزة تمويه ثم فجرت بجهاز تحكم عن بعد. وأكد نائب محافظ غروزني سعيد علي أومالاتوف ان القتلى هم "رجال شرطة شيشانيون ساعدوا الروس وعملوا بنزاهة من أجل مدينتهم وجمهوريتهم". وذكر ان مدنيين اثنين قتلا في الحادث لوجودهما قرب مركز اصدار الهويات الفيديرالية الروسية التي كانت القيادة الشيشانية رفضت الاعتراف بها. وجاء الحادث بعد ساعات من اعلان الحاكم العسكري الفيديرالي الروسي في الشيشان ايفان بابيتشيف ان "الوضع تحت السيطرة" في جميع أنحاء الجمهورية. لكنه اعترف بأن "حرب الألغام" اتسع نطاقها وعزا ذلك الى البطالة والفقر. وذكر ان مواطنين يشاركون في زرع ألغام ومتفجرات، لقاء 200 أو 500 دولار لكل عملية. إلا أن بابيتشيف اعترف في الوقت ذاته بأن اطلاق النار على وحدات الجيش والشرطة وتدمير الآليات "غدا أمراً مألوفاً". واعترفت القيادة العسكرية الروسية بأن ثلاثة من عناصرها جرحوا في حادث آخر في غروزني أمس، حينما هوجمت سيارة عسكرية، فيما شن الشيشانيون هجوماً على كتيبة للأمن الداخلي في بلدة جالكا قرب "العاصمة الموقتة غوديريس ولم تذكر الخسائر".