أنهى وزراء الخارجية العرب اجتماعهم في القاهرة أمس، وكان عدد كبير منهم غادر العاصمة المصرية قبل انتهاء الاجتماعات، ولم يحضر الجلسة الختامية سوى وزيرين، إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد، ورئيس الدورة رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي. وصدر عن الاجتماع بيان ختامي بالقرارات، وبيان عن القدس وآخر عن الصومال راجع ص 3. وجرت مشادة عنيفة بين عبدالمجيد ووزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف خلال الجلسة المغلقة ليل أول من أمس. قاطع الصحاف عبدالمجيد الذي كان يلقي تقريره عن أعمال الأمانة العامة بين دورتين، واتهمه بالانحياز الكامل إلى الكويت، وصمته عن الغارات الاميركية والبريطانية. وقال له "إنك تتخذ من مشكلة المفقودين الكويتيين ذريعة لصمتك بينما هناك 1150 مفقوداً عراقياً". وأبلغ أحد الذين حضروا الجلسة المغلقة "الحياة" ان الصحاف قال لعبدالمجيد: "إنك تتقيأ سماً" فدعاه الأمين العام للجامعة الى معرفة "كيف يتحدث مع الكبار". فرد الصحاف بأنه "لم يأت ليتعلم". فما كان من عبدالمجيد إلا أن قال له: "أنا أعلمك وأعلم عشرة مثلك". فعاد الصحاف ليقول: "احترم نفسك". وخلال المشادة أكد عبدالمجيد أنه لا ينحاز إلى الكويت وأنه ندد مرات بالغارات ضد العراق. وقال موجهاً كلامه إلى الصحاف: "أنتم الذين ارتكبتم خطأ الغزو ويتعين عليكم الاعتذار". فتدخل وزير خارجية اليمن عبدالقادر باجمال مقترحاً إنهاء هذه المشادة، لأن الموضوع غير مدرج على جدول الأعمال، واقترح عقد جلسة خاصة لتنقية الأجواء بين الجامعة والعراق. وكانت مشادة أخرى وقعت بين رئيس الدورة فاروق قدومي والأمين العام للجنة الشعبية الليبية العامة للوحدة الافريقية علي عبدالسلام التريكي الذي دعا قدومي إلى بسط الأفكار والطروحات الجارية حول القدس، بدلاً من الغموض المحيط بها، فرد قدومي عليه: "اسأل قيادتك"، مشيراً إلى أن أبو عمار زار ليبيا حيث التقى العقيد معمر القذافي. وصدر بيان خاص بالقدس عن اجتماعات المجلس جدد اتخاذ السلام خياراً استراتيجياً عربياً استناداً الى القرار 242، ودعا إسرائيل الى الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967، بما فيها القدسالشرقية والجولان المحتل، وطالب البيان المجتمع الدولي، خصوصاً الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف عند إعلانها، وأشار البيان إلى قرار مجلس الأمن رقم 478 الذي يدعو دول العالم الى عدم نقل سفاراتها الى القدس، وأشار أيضاً إلى قرار مؤتمر القمة العربي الحادي عشر في عمان سنة 1980 مؤكداً على قطع جميع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها الى القدس، أو تعترف بها عاصمة لإسرائيل، قبل تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، وفق قرارات الشرعية الدولية والتسوية الشاملة التي "تكفل اقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". كما أصدر المجلس بياناً خاصاً بالصومال حض فيه الدول العربية على دعم مسيرة الوحدة والتنمية في الصومال، ووصف انتخاب رئيس جديد للصومال بأنه "خطوة مباركة". وفي ختام الاجتماعات عقد قدومي وعبدالمجيد مؤتمراً صحافياً نفى فيه قدومي ما تردد عن تنازلات فلسطينية في القدس، فيما قال عبدالمجيد عن خلافه مع الصحاف انه تعلم تجاوز "مثل هذه الأشياء"، مؤكداً أن خلافه مع وزير الخارجية العراقي لن يعيق "محاولاته مساعدة القضية العراقية".