القاهرة - "الحياة"، أ ف ب - اعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها لدى جامعة الدول العربية إزاء ترؤس العراق الدورة 112 لمجلس الجامعة المقرر عقدها يومي الاحد والاثنين في القاهرة، في حين اكد السيد محمد سعيد الصحاف وزير خارجية العراق أن بلاده ستشجع اي مبادرة تهدف الى لمّ الشمل العربي، مشيراً في الوقت نفسه الى ان اي خطوة في هذا الصدد يجب درسها على اساس المشاركة الصادقة والايجابية والرغبة الاكيدة في التوصل الى صيغ معقولة ومتوازنة. وعلم ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيلقي خطاباً في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة. وذكر مصدر مسؤول في الجامعة العربية امس ان "بعض السفراء الاجانب، في مقدمهم السفير الاميركي، طلبوا ايضاحات واستفسارات حول مدى تأثير رئاسة العراق الدورة القادمة على تطورات الاوضاع في المنطقة ولا سيما في الخليج". واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "الامين العام للجامعة عصمت عبدالمجيد اوضح لهم ان رئاسة العراق تندرج في اطار تطبيق النظام الداخلي للجامعة الذي ينص على ترؤس مجلس وزراء الخارجية العرب دورياً وفقاً للترتيب الابجدي". واضاف عبدالمجيد ان الدورة السابقة للمجلس انعقدت برئاسة مندوب الصومال الدائم عبدالله حسن محمود الذي لا توجد في بلاده حكومة ولا وزير خارجية. وأعلنت مصادر في القاهرة ان السيد عمرو موسى وزير الخارجية المصري سيبحث اليوم مع الصحاف في المواضيع المطروحة على جدول اعمال وزراء الخارجية العرب. وهذه هي المرة الاولى منذ غزوه الكويت في 1990 التي يتولى فيها العراق رئاسة مجلس الجامعة ممثلا بوزير خارجيته محمد سعيد الصحاف، الذي اوضح، في تصريح لدى وصوله الى مطار القاهرة امس، ان اي مبادرة باتجاه لمّ الشمل العربي "سنتعامل معها بجدية وعقلانية"، مضيفاً ان الرئيس العراقي صدام حسين جسد ذلك في رسالة كان بعث بها قبل فترة الى الدكتور عصمت عبدالمجيد الامين العام للجامعة العربية اوضحت ان العراق على استعداد لاجراء حوار مع كل الاطراف العربية ومناقشة كل القضايا العربية المعلقة على ان يكون هذا الحوار موضوعياً وقائماً على حسن النية وينطلق الى المستقبل ولا يرتهن الى الماضي. واضاف انه يمكن لهذا الحوار ان يكون على مستوى قمة او وزراء خارجية او اي مستوى تمثيل آخر لفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية - العربية، وأكد ان العراق سيتعاون مع كل الاطراف العربية لانجاح مجلس الجامعة في اجتماعاته التي تفتتح غداً الاحد في القاهرة، مشيراً الى انه سيسعى الى عقد لقاءات على هامش تلك الاجتماعات مع الوزراء العرب من اجل المصلحة العربية والتعاون العربي. يذكر ان السيد نبيل نجم وكيل وزارة الخارجية العراقية كان وصل الى القاهرة الاحد الماضي للتشاور مع المسؤولين في الجامعة العربية حول اجتماعات مجلسها الوزاري وجدول اعماله، إذ ان العراق سيرأس الاجتماعات الحالية خلفاً للصومال رئيس الدورة السابقة. كما تبادل الامين العام للجامعة في الاسابيع الاخيرة رسائل عدة مع وزير الخارجية العراقي لتأمين حسن سير الاجتماع الوزاري في القاهرة. وصرح عبدالمجيد ان الوزير العراقي اكد له انه سيعمل من اجل "حوار عقلاني" مع نظرائه العرب. واكد انه دعا الصحاف للقبول باعادة تفعيل لجنة المتابعة الوزارية العربية بشأن العراق، التي تشكلت في كانون الثاني يناير الماضي اثناء اجتماع استثنائي للجامعة العربية تمت الدعوة الى عقده في سياق الغارات الاميركية والبريطانية على العراق في كانون الاول ديسمبر الماضي، لكنها رفضت من قبل بغداد التي انسحبت من هذا الاجتماع احتجاجاً على عدم قبول الدول العربية بادانة الضربات صراحة. وفضلاً عن الملف العراقي، يشمل جدول اعمال هذه الدورة 45 نقطة وستكون عملية السلام في الشرق الاوسط بين المواضيع الرئيسية المدرجة على جدول الاعمال. الى ذلك ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيلقي خطاباً في الجلسة الافتتاحية للدورة 112 لمجلس جامعة الدول العربية. وأوضحت ان عرفات سيعرض في خطابه امام وزراء الخارجية العرب الاتفاقات الاخيرة التي ابرمها مع الجانب الاسرائيلي ومراحل عملية السلام، كما سيطلعهم على الخلفيات والجهود التي بذلت من اجل التوصل الى اتفاق شرم الشيخ.