اذا كان الحزن خيم باكراً على اجواء دورة الالعاب الاولمبية السابعة والعشرين المقامة حالياً في سيدني بسبب وفاة تيريزا ساليساش زوجة رئيس اللجنة الاولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانش... فإن الصدمة العربية كانت اكثر قساوة لأن نتائج العرب، خلال الايام الاربعة الاولى، كانت مخيبة تماماً باستثناء فوز الكويت على تشيخيا في مسابقة كرة القدم، وهو انتصار لم يحقق اي فائدة لأن الكويتيين خسروا من بعده امام الولاياتالمتحدة وودعوا المنافسات باكراً شأنهم شأن المغاربة. على الصعيد الفردي، لم يحقق أي عربي أي نتيجة ملموسة باستثناء نجاح السباحة المصرية رانيا علواني في تحطيم الرقم الافريقي في سباق 200 م حرة من دون ان تتأهل للدور النهائي، ما يؤكد ان المستوى الرياضي عند العرب في الكثير من الالعاب يراوح مكانه وان درجته قياساً للمستويات العالمية لا تتعدى المتوسطة. والمؤسف ان الملاكم الجزائري مبارك سلطاني خسر ميداليته الذهبية التي حققها العام 1996 في اتلانتا، ناهيك عن سقوط الملاكمين والرباعين والسباحين ولاعبي كرة الطاولة واحداً تلو الاخر. وجماعياً، لقىت مصر وتونس خسارتها الثانية في كرة اليد فانقلبت الاحلام "الوردية" بتحقيق اول ميدالية اولمبية في لعبة جماعية الى كابوس "اسود" يمكن ان يصبح "رمادياً" في حال فوز المصريين على كوبا وكوريا الجنوبية في مباراتيهما المقبلتين ليضمنوا بلوغ الدور ربع النهائي... وتوالت "السقطات" المصرية في الكرة الطائرة. لكن ما أصاب الرياضة العربية في مقتل هو خروج المغرب من الدور الاول لمسابقة كرة القدم وبفضيحة لم تقتصر فقط على النتائج، بل امتدت لتشمل خلافات بين الجهاز الفني وبعض اللاعبين وفي مقدمهم النجم الكبير بصير صلاح الدين، مهاجم فريق ديبورتيفو لا كورونا بطل اسبانيا، الذي رفض طاعة مدربه سعيد الخيدر فكان نصيبه الإبعاد. وما بين المد والجزر الذي يتلاعب بمستويات الرياضة العربية ولا سيما كرة القدم، فإن الأمل في حصد ميداليات يبقى موجوداً بفضل ابطال العاب القوى وخصوصاً المغاربة منهم. والمغرب تحديداً كان في مستوى الطموحات منذ اولمبياد العام 1984 في لوس انجليس عندما فاز سعيد عويطة ونوال المتوكل بذهبيتي سباقي 5 آلاف متر و400 متر حواجز على التوالي، ثم كرّت السبحة. ولذا تبقى الاحلام العربية مشروعة، على رغم النتائج المخيبة التي تحققت حتى الآن، ومن احلامنا ان ينتزع عربي ميدالية من هذه المسابقة او تلك. وليس حلماً ابداً ان يتمكن المغربي هشام الكروج ومواطنه ابراهيم لحلافي، او الجزائريان علي سعيد سياف وجابر سعيد القرني، او السعوديان هادي صوعان وحسين السبع، او السورية غادة شعاع وغيرهم من ابطال العاب القوى من تحقيق الحلم العربي لأنهم يمثلون النخبة العربية حالياً.