يدخل المغرب غمار دورة الالعاب الاولمبية المقررة في لندن من 27 يوليو الى 12 اغسطس المقبل بطموحات كبيرة من أجل حصد اكبر غلة من الميداليات بأكبر وفد رياضي في تاريخ مشاركاتها في العرس الاولمبي. ويمثل المغرب في اولمبياد لندن ب75 رياضيا ورياضية في 12 لعبة هي كرة القدم وألعاب القوى والملاكمة وسباق الدراجات والجودو والتايكواندو والكياك والمبارزة والفروسية والمصارعة والرماية وخلافا للدورات السابقة حيث كانت العاب القوى المنقذ لماء وجه المشاركة المغربية في أكثر من مرة حيث منحتها رياضة ام الالعاب حتى الآن 18 ميدالية منها 6 ذهبيات و5 فضيات و7 برونزيات من أصل 21 أحرزها في تاريخ مشاركاته (الميداليات الثلاث الاخرى كانت في الملاكمة وجميعها برونزية)، فإن المغرب يعقد آمالا على ثلاث لعبات هي العاب القوى والتايكواندو والملاكمة. ووضعت اللجنة الاولمبية المغربية برنامجا خاصا منذ ثلاثة اعوام لاعداد ابطالها للعرس الاولمبي من اجل التواجد بقوة في منصة التتويج، وخصصت الحكومة 380 مليون درهم لإعداد رياضيين من مستوى عال لتمثيل المغرب أحسن تمثيل، واستفادت في الأول 6 أنواع رياضية هي ألعاب القوى والملاكمة والجودو والتايكواندو والسباحة والدراجات. وقال وزير الشباب والرياضة المغربي محمد أوزين في هذا الصدد "جميع الامكانيات المالية تم رصدها قبل ثلاث سنوات لكي يستعد الرياضيون في أفضل الظروف وكان من نتائجها تأهل عدد كبير من الرياضيين والرياضيات"، مضيفا أن البرنامج الإعدادي سيمتد إلى 2016 و2020، و"قد بذلت مجهودات في هذا الصدد لإدماج رياضات أخرى ليصل عددها في الأخير إلى 12". وتابع: "تم استخلاص العبر لتحسين طريقة الاستعداد ولابد أن يعطي ذلك نتائج حسنة، وذلك ما سنستمر عليه في المراحل القادمة". وأردف قائلا "بطبيعة الحال سنذهب الى لندن بطموحات مشروعة لانتزاع ميداليات اولمبية وأملنا كبير في ثلاثة أنواع رياضية هي ألعاب القوى والتايكوندو والملاكمة". وخصصت اللجنة الاولمبية الدولية مكافآت مالية للمتوجين بالميداليات حيث سيتلقى صاحب الذهبية 5ر1 مليون درهم (نحو 167 الف دولار) وصاحب الفضية مليون درهم وصاحب البرونزية 700 ألف درهم. من جهته، قال نائب رئيس اللجنة الأولمبية المغربية كمال لحلو ان عملا مهما بذل بعد أولمبياد بكين 2008، وقد جنينا ثمار ثلاث سنوات بمشاركات جيدة ابرزها المرتبة الثالثة في الدورة العربية بالدوحة خلف مصر وتونس. أما الامين العام للجنة وأمين صندوقها نور الدين بنعبد النبي، فأبرز "أن الامل هو الحصول على افضل النتائج وفي مختلف الرياضات وليس في العاب القوى فحسب"، مضيفا: "أن المغرب ينتظر أن يحقق الأبطال المغاربة حصيلة إيجابية في لندن، وأن يصل أكبر عدد من الرياضيين للمراحل النهائية". وتعود أول مشاركة مغربية في الالعاب الاولمبية إلى دورة روما عام 1960 حيث سجلت الرياضة المغربية حضورها بعشرة أنواع رياضية وكانت باكورة هذه المشاركة ميدالية فضية بطعم الذهب أحرزها الراحل عبد السلام الراضي في سباق ماراتون تاريخي مع العداء الاثيوبي الراحل الأسطورة أبيبي بكيلا. وشارك المغرب بعد ذلك في اولمبيادات طوكيو 1964 ومكسيكو 1968 وميونيخ 1972 التي سجلت أول مشاركة للفتاة المغربية من خلال العداءتين فاطمة الفقير ومليكة حدقي، لكن دون ان يحرز اي ميدالية. وعاد المغرب الى منصات التتويج وهذه المرة من خلال احرازه ميداليتين ذهبيتين في اولمبياد لوس انجليس 1984 عبر العداءة نوال المتوكل في سباق 400 م حواجز وسعيد عويطة في سباق 5 آلاف م الذي ما زال يحتفظ الى اليوم برقمه القياسي الأولمبي 59ر05ر13 دقيقة. ومنذ دورة 1984 لم يغب المغرب عن منصة التتويج لكن رصيده من الذهب تجمد عند أربع ميداليات ذهبية حتى الآن بعدما نال ابراهيم بوطيب ذهبية 10 آلاف في سيول 1988 وخالد السكاح ذهبية المسافة ذاتها في أولمبياد برشلونة 1992. وفي سيول أيضا أحرز عبد الحق عشيق برونزية في الملاكمة في وزن 54 كلغ، ونال عويطة برونزية 800 م. وفي اولمبياد برشلونة، نال رشيد البصير في سباق 1500 م، ومحمد عشيق برونزية في الملاكمة في وزن 57 كلغ. ومرة أخرى، أنقذت ألعاب القوى ماء وجه الرياضة المغربية في اولمبياد اتلانتا من خلال احراز برونزيتين عبر صلاح حيسو في سباق 10 آلاف م وخالد بولامي في 5 آلاف م. وارتفعت غلة المغرب من الميداليات في اولمبياد سيدني باحرازه خمس ميداليات واحدة فضية نالها هشام الكروج في سباق 1500 م و4 برونزيات أحرزها كل من علي الزين في سباق 3 آلاف م موانع وابراهيم لحلافي في سباق 5 آلاف م ونزهة بيدوان في سباق 400 م حواجز والطاهر التمسماني في الملاكمة في وزن 57 كلغ. وضرب الكروج بقوة في دورة اثينا 2004 واعاد نشوة الذهب الاولمبي الى قلوب المغاربة بعد تتويجه بطلا اولمبيا لسباقي 1500 م و5 آلاف م، ونالت بنحسي فضية سباق 800 م. ولم يختلف الامر في بكين 2008، حيث اكتفى المغرب بمداليتين فقط وكانتا في ام الالعاب الاولى فضية في سباق الماراتون عبر جواد غريب، والثانية برونزية في سباق 800 م بواسطة حسناء بنحسي.