سيدني - "الحياة"، أ ف ب - يفتتح الحاكم العام السير وليام دين ممثلاً ملكة بريطانيا في استراليا اليوم في سيدني دورة الالعاب الاولمبية الصيفية ال27 التي تشهد مشاركة نحو 11000 رياضي ورياضية يمثلون 200 دولة ويتنافسون في 28 لعبة على 302 ميدالية ذهبية ومثلها فضية و352 برونزية. وستحظى الدورة بتغطية اعلامية لا مثيل لها بوجود جيش من الصحافيين يقدرر عددهم بنحو 20 الفاً، وسيتابعها على الشاشة الصغيرة 7،3 بليون نسمة. وسبق لاستراليا ان احتضنت الالعاب مرة واحدة، وكان ذلك في ملبورن عام 1956. وستتسلط الانظار والاضواء على سيدني على مدى 17 يوماً ستشهد بلا شك افراحاً للبعض واتراحاً للآخرين، واحداثاً دراماتيكية وسقوط أرقام قياسية. ولم يعرف حتى الآن من سيوقد الشعلة الاولمبية التي اجتازت منذ انطلاقها في جبل الاولمب في اليونان في نيسان ابريل الماضي 27 ألف كلم وطافت على 7 دول إضافة الى ألف قرية ومدينة استرالية، ثم وصلت الى سيدني الثلثاء الماضي. والدورة هي الاخيرة في عهد رئيس اللجنة الاولمبية الحالي خوان انطونيو سامارانش الذي سيتنحى عن منصبه في تموز يوليو المقبل بعد 20 عاماً في كرسي الرئاسة. وحاول ان تكون هذه الالعاب الاكثر نظافة في تاريخ الدورات الاولمبية لذا بذل جهوداً كبيرة من اجل القضاء على المنشطات، فكان اول الغيث اطلاق الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات مطلع العام الجاري. وللمرة الاولى في تاريخ الالعاب الاولمبية ستعتمد فحوصات للكشف عن مادة الايريثروبويتين ايبو، المصنفة بين المواد المنشطة، التي تتضمن فحصاً للدم وآخر للبول وستتم خارج المنافسات باشراف اللجنة الطبية للجنة الاولمبية الدولية. وسيتم تحليل الفحصين في الوقت ذاته ويجب ان تكون النتيجتان متطابقتين لتصبح صالحة. الصدارة رياضياً رياضياً، ستكون الولاياتالمتحدة مرشحة كالعادة لاحتلال مركز الصدارة في الترتيب العام معتمدة على نجوم أمثال ثلاثي العاب القوى ماريون جونز وموريس غرين ومايكل جونسون. وتواجه جونز تحدياً يتمثل باحرازها 5 ميداليات ذهبية في دورة واحدة وهو انجاز لم يحقق في ألعاب القوى حتى الآن. وفي السباحة، هناك توم دولان وكيني كرازيلبورغ وتوم مالشو وجيني طومسون، اما في الالعاب الجماعية فذهبية كرة السلة مضمونة بوجود محترفي الدوري الاميركي وايضاً ذهبية كرة القدم للسيدات بطلات العالم العام الماضي. وتتنافس روسيا والمانيا وكوريا الجنوبية والصين واليابان على المراكز من 2 الى 6. وهناك عدد من الرياضيين الذين يتطلعون لاحراز 3 او 4 او حتى 5 ميداليات ذهبية متتالية، وابرزهم البريطاني ستيف ريدغريف في التجذيف 5 ذهبيات متتالية والرباع التركي نعيم سليمانوغلو والمصارع الروسي الكسندر كارسيلين كلاهما 4 متتالية والسباح الروسي الكسندر بوبوف والملاكم الكوبي اليمس سافون كلاهما 3 متتالية. العرب اما بالنسبة الى العرب فإن الآمال معقودة على المغربيين وفي مقدمهم هشام الكروج 1500م وابراهيم لحلافي 3 آلاف م موانع وعلى الجزائريين علي سعيدي سياف 5 آلاف م وجابر سعيد القرني 800م، وعلى السورية غادة شعاع السباعية والسعودي حسين السبع الوثب الطويل، وربما تألقوا ايضاً في التايكواندو خصوصاً ان ممثلي المغرب لهم سجل جيد في بطولات العالم. واذا كانت العاب القوى هي ام الالعاب، فإن الايام الاولى من المنافسات ستشهد منافسات مثيرة في السباحة التي تأخذ اهمية خاصة بالنسبة الى الدولة المضيفة حيث يزاول عدد كبير هذه الرياضة ويتوقع ان تحصد الكثير من الميداليات خصوصاً بوجود الظاهرة ايان ثورب ومايكل كليم وكيرين بيركينز وسوزي اونيل. وتدخل رياضتا التايكواندو والترياتلون ضمن منافسات دورات الالعاب الاولمبية للمرة الاولى. والتايكواندو هي اللعبة القتالية الثانية التي تعتمد رسمياً في الالعاب الاولمبية بعد الجودو، فيما يأتي انضمام الترياتلون الى عائلة الرياضات الاولمبية بعد 11 عاماً على انشاء التجمع الدولي لها ويرأسها حالياً الكندي ليس ماكدونالد. وبالنسبة الى مسابقة الترياتلون، فانها قد تصيب نجاحاً في سيدني في اطلالتها الاولى لأن الاستراليين يتميزون فيها في الفئتين معاً. وكان الاتحاد الدولي للترياتلون انضم الى اللجنة الاولمبية عام 1989، لكن اللعبة شهدت تطوراً لافتاً في الولاياتالمتحدة في الربع الاخير من القرن. شعاع واعترفت السورية غادة شعاع بطلة العالم عام 1995 وحاملة ذهبية مسابقة السباعية في اتلانتا 1996، ان مهمتها في الدفاع عن لقبها لن تكون سهلة في دورة سيدني 2000. وقالت شعاع: "لقد تابعت الارقام التي سجلتها كل من الفرنسية اونيس باربر والبريطانية دينيز لويس في اللقاءات الاخيرة وقد تخطيتا حاجز ال6900 نقطة وهي ارقام عالية جداً وبالتالي فإن الحصول على ميدالية لن يكون سهلاً". واضافت: "خضغت لتدريبات مكثفة في الاشهر الاخيرة وآمل ان أوفق بتحقيق نتيجة جيدة لرفع اسم العرب وسورية في اكبر تظاهرة رياضية". واوضحت: "منعتني الاصابة في ظهري عن المشاركة في المنافسات لمدة سنتين ونصف السنة، لكنني بدأت استعيد مستواي تدريجياً وخير دليل على ذلك حصولي على برونزية بطولة العالم العام الماضي في اشبيلية". وسجلت غادة 6500 نقطة في اشبيلية خلف الفرنسية اونيس باربر 6861 نقطة والبريطانية لويس 6724 نقطة. وتعيش غادة منذ سنوات عدة في مدينة ماينز الالمانية حيث تقوم بتدريبات باشراف مدربها اكسل شايبر. ويقول شايبر: "لقد تعافت غادة تماماً من الاصابة وهي جاهزة لخوض المنافسات بيد ان مهمتها لن تكون سهلة لوجود اكثر من لاعبة قادرة على تحقيق نتائج". وكشف ان غادة تتدرب يومياً لمدة ثلاث او اربع ساعات في شكل مكثف. وبدأت غادة 28 عاماً في مدينة محردة السورية مسيرتها لاعبة في كرة السلة على غرار النجمة الاميركية ماريون جونز وقادت منتخب بلادها في الدورة العربية في دمشق عام 1992، وقد ساعدتها قامتها الممشوقة 85،1م في البروز في هذه اللعبة. لكنها سرعان ما انتقلت الى العاب القوى وتحديداً الى مسابقة السباعية وشاركت في دورة برشلونة وسجلت 5278 نقطة، ثم في دورة المتوسط في فرنسا ونالت الفضية برصيد 6168 نقطة. وبدأت ارقام غادة في تصاعد الى ان حققت مفاجأة من العيار الثقيل عندما قلبت التوقعات رأساً على عقب في بطولة العالم لالعاب القوى في غوتبورغ وتغلبت على حاملة الرقم القياسي العالمي الاميركية الشهيرة جاكي جوينر كيرسي والالمانية هايكه دريشلر وسابين براون وسجلت 6651 نقطة لتصبح أول رياضية سورية تتوج بطلة للعالم. واثبتت شعاع ان فوزها في بطولة العالم لم يكن وليد الصدفة فجددت فوزها على منافستها في اتلانتا مسجلة 6780 نقطة. ويبقى حلم شعاع تحطيم الرقم القياسي العالمي المسجل باسم الاميركية كيرسي والصامد منذ عام 1988 ومقداره 7291، علماً ان رقمها الشخصي هو 6942. يذكر ان غادة هي ثالث رياضية عربية تحرز ميدالية ذهبية في الالعاب الاولمبية بعد المغربية نوال المتوكل في سباق 400م حواجز لوس انجليس 1984 والجزائرية حسيبة بولمرقة في سباق 1500م برشلونة 1992. العيناوي وارازي وفي الرباط، أعلن لاعبا كرة المضرب المغربيان يونس العيناوي وهشام ارازي انسحابهما من دورة سيدني. وانسحب العيناوي بسبب الاجهاد الذي عانى منه بعد خروجه من الدور الاول لدورة طشقند الاوزبكستانية الدولية الثلثاء الماضي، في حين سيغيب ارازي بسبب اصابته بتمزق عضلي خلال مباراته ضد الفرنسي ارنو كليمان في الدور الثالث من بطولة الولاياتالمتحدة على ملاعب فلاشينغ ميدوز الاسبوع الماضي. وبات مواطنهما كريم العلمي الممثل الوحيد لكرة المضرب المغربية في الاولمبياد. الشعلة وخرج مليون شخص الى الشوارع في سيدني لاستقبال الشعلة الاولمبية، وهو رقم قياسي لم تشهده المدينة الاسترالية في السابق. وعلا التصفيق عندما قامت المغنية الاميركية الشهيرة اوليفيا نيوتن جون التي ستنشد اغنية خلال حفلة الافتتاح بتسليم الشعلة الى نجم كرة المضرب الاسترالي باتريك رافتر على جسر هاربور، ثم جاء دور الاسهم النارية لتضيء السماء في الوقت الذي اطلقت السيارات العنان لابواقها، فاختلطت بهتافات الجمهور. ومن أبرز الذين توالوا على حمل الشعلة امير موناكو البير. السيدة الأولى من جهته، دعا رئيس اللجنة الاولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانش السباحة الاسترالية الشهيرة دون فرايزر للجلوس الى جانبه خلال حفل الافتتاح وقال: "ستكون فرايزر السيدة الاولى في الالعاب الاولمبية"، مشيراً الى ان زوجته مريضة ولا تستطيع الحضور وبالتالي فقد دعا فرازير للحلول مكانها والجلوس الى جانبه. وكانت فرايزر حازت ثلاث ذهبيات متتالية في سباق 100م اعوام 1956 و1960 و1964. واستبعدت هذه المجاملة فرايزر بالتالي من مهمة ايقاد الشعلة الاولمبية، وانحصر السباق بين العداءة بيتي كوثبرت صاحب الثنائية الذهبية في سباقي 100م و200م خلال اولمبياد ملبورن عام 1956، ولاعب الكريكيت دون برادمان 92 عاماً وبدرجة اقل نجم الغولف الشهير غريغ نورمان. تحسين كرة القدم كما اعرب سامارانش عن امله في أن يتحسن مستوى مسابقة كرة القدم في الدورات الاولمبية مستقبلاً من خلال فتح الباب امام جميع اللاعبين للمشاركة. وقال سامارانش: "ان مشاركة ثلاثة لاعبين تفوق اعمارهم 23 عاماً ليس بكثير، لقد تحدثت الى رئيس الاتحاد الدولي جوزف بلاتر واكد انه مستعد للمناقشة مع اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية من أجل تحسين مستوى المسابقة في الالعاب الاولمبية المقبلة من خلال افساح المجال امام اللاعبين الكبار للمشاركة". وتابع: "اختيار تواريخ اجراء المسابقة مهم أيضاً، واذا نظمت المسابقة في تموز سيكون من السهل ضمان مشاركة اللاعبين الكبار"، معرباً عن ارتياحه بحضور 90 الف متفرج لمباراة ايطالياواستراليا أول من أمس. واضاف سامارانش: "سيدني جاهزة، واللجنة الاولمبية الدولية مرتاحة جداً وواثقة ان جميع الاجراءات اتخذت لتحقيق نجاح كبير للالعاب". وبخصوص مشكلة النقل التي تفاقمت في الايام الاخيرة، عبر سامارانش عن ثقته بهذا الصدد. وقال: "هناك دائماً مشكلات في الايام الاولى، وأعتقد انها ستحل، انني يومياً على اتصال مع رئيس اللجنة المنظمة فيل نايت، وقد أكد لي انه لن تكون هناك مشكلات خلال الالعاب". من جهة أخرى، فإن اللجنة الاولمبية الدولية في طريقها الى التجديد بعد فضائح الرشاوى التي زعزعت البيت الاولمبي. وقال: "اجتماعاتنا في الايام الثلاثة الماضية كانت ناجحة، والانتخابات شكلت طريقاً جديدة نحو الاصلاح، ومن الآن فصاعداً ستعكس اللجنة الاولمبية الدولية روح الحركة الاولمبية". ونوه سامارانش بالتطور الذي شهده مجال مكافحة المنشطات سواء من خلال انطلاق الفحوصات عن مادة الايبو او برنامج العام 2000 للفحوص المفاجئة قبل الالعاب والتي اجريت بتنسيق بين الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات والاتحادات الدولية. رياح سيدني من جانبه، أعلن الاوكراني سيرغي بوبكا، بطل العالم سبع مرات في مسابقة القفز بالزانة، ان الرياح التي تهب حالياً في سيدني ستشكل "كابوسا حقيقياً" للرياضيين خصوصاً في القفز بالزانة. وقال بوبكا، حامل الرقم القياسي العالمي للمسابقة في الهواء الطلق 14،6م وداخل قاعة 15،6م "الرياح التي تهب في ثلاثة اتجاهات مختلفة تشكل صعوبة كبيرة على المشاركين". وتابع "من المحتمل ان تشهد المسابقة مفاجآت كثيرة". بينما اعتبر غييرمو دي لا توري مدرب الكوبي خافيير سوتومايور حامل الرقم القياسي العالمي في مسابقة الوثب العالي، ان الاخير قادر على الفوز بالميدالية الذهبية على رغم وقفه لمدة عام بسبب تناوله كوكايين، وكذلك النتائج المخيبة التي حققها حتى الان في مشاركاته. وقال لاتوري: "شارك سوتومايور في مسابقات قليلة لاننا اضطررنا الى انتظار قرار الاتحاد الدولي، بيد ان استعداداته جيدة"، مضيفاً: "اذا وضعنا جانباً الشكوك التي كانت تحوم حول مشاركته في سيدني، فإنني متأكد من فوزه بالذهب الاولمبي". واضاف: "قمنا بعمل جبار لتخطي التأثيرات النفسية التي عانى منها سوتومايور، وذلك من قبل اختصاصيين، وأنا واثق من حظوظه"، مشيراً "لاحراز الذهب الاولمبي يجب قفز 38،2م، وسوتومايور قادر على تحقيق ذلك". يذكر ان افضل نتيجة حققها سوتومايور منذ عودته الى المضمار كانت 30،2م في 18 آب في موناكو. ويبدو لا توري الوحيد الاكثر تفاؤلاً بحظوظ سوتومايور، لأن الاخير اكدّ لدى وصوله الى سيدني، انه ليس في كامل لياقته البدنية، وانه لن يكون مستاء اذا ما احرز الميدالية البرونزية، لأن المهم عنده هو الفوز بإحدى الميداليات. برنامج المسابقات القوس والنشاب: من 17 الى 22 ايلول سبتمبر. العاب قوى: من 22 ايلول الى 1 تشرين الاول اكتوبر. البادمنتون: من 16 الى 23 ايلول. البيسبول: من 17 الى 27 ايلول. كرة السلة: من 16 ايلول الى 1 تشرين الاول. الملاكمة: من 16 ايلول الى 1 تشرين الاول. الكانوي كاياك: من 16 الى 20 ايلول، ومن 26 الى 28 منه. الدراجات: من 16 الى 21 ايلول، ومن 23 الى 30 منه. الغطس: من 22 الى 30 ايلول. الفروسية: من 16 ايلولا الى 1 تشرين الاول. المبارزة: من 16 الى 24 ايلول. كرة القدم: من 13 الى 30 ايلول. الجمباز: من 16 ايلول الى 1 تشرين الاول. كرة اليد: 16 ايلول الى 1 تشرين الاول. الهوكي: من 16 الى 30 ايلول. جودو: من 16 الى 22 ايلول. الخماسي الحديث: 30 ايلول و1 تشرين الاول. التجذيف: من 17 الى 24 ايلول . الالواح الشراعية: من 16 الى 30 ايلول. الرماية: من 16 الى 23 ايلول. السوفتبول: من 17 الى 26 ايلول. السباحة: من 16 الى 29 ايلول. كرة الطاولة: من 16 الى 25 ايلول. التايكواندو: من 27 الى 30 ايلول. كرة المضرب: من 19 الى 28 ايلول. الترياتلون: 16 و17 ايلول. الكرة الطائرة والكرة الطائرة الشاطئية: من 16 ايلول الى 1 تشرين الاول. كرة الماء: من 16 الى 23 ايلول. رفع الاثقال: من 16 الى 26 ايلول. المصارعة الحرة والمصارعة اليونانية - الرومانية: من 24 ايلول الى 1 تشرين الاول.