سيدني - الحياة - أ ف ب - عندما اتصلت شقيقة العداءة الجزائرية نورية بنيدة مراح بها من مدينة تورينو لتتمنى لها التوفيق في سباق 1500م وتطلب منها بذل أقصى جهدها لاحراز ميدالية على الأقل، لم تكن تتوقع أن تصيب شقيقتها الذهبية. لكن هذا ما حصل فعلاً عندما حققت مراح 30 عاماً مفاجأة من العيار الثقيل محرزة ذهبية السباق في سيدني مسجلة 10،05،4 دقائق. وسارت بالتالي على خطى مواطنتها الشهيرة حسيبة بولمرقة التي أحرزت ذهبية السباق ذاته في برشلونة عام 1992. وتقدمت مراح على الرومانيتين فيوليتا تشيكيلي 15،05،4د وغابرييلا تشابو 27،05،4د وهكذا حققت المرأة الرياضية العربية ما فشل في تحقيقه الرجال في هذه الألعاب، فمنحت العرب أول ذهبية. وعموماً فإن 4 سيدات عربيات أحرزن الذهب في الألعاب الأولمبية، كانت أولهن المغربية نوال المتوكل في لوس انجليس عام 1984، ثم بولمرقة عام 1992، والسورية غادة شعاع في اتلانتا قبل أربع سنوات، قبل أن يأتي دور مراح، علماً أن المغربية نزهة بدوان أحرزت برونزية سباق 400م حواجز في سيدني. ولم يكن أحد ينتظر فوز مراح التي حققت أفضل نتيجة لها في دورة الألعاب المتوسط في باري ايطاليا عام 1997 عندما احرزت الذهبية، لكنها نجحت في اجتياز خط النهاية في المركز الاول متفوقة على البطلة الشهيرة تشابو التي احرزت ذهبية سباق 5 آلاف متر قبل ايام. وقالت مراح: "انه انتصار للمرأة العربية خصوصاً في ظل الصعوبات الجمة التي تواجهها". وأضافت: "لا مجال للمقارنة بين المرأتين العربية والاوروبية، فالاخيرة تحظى بدعم لامحدود اما نحن فان اعتمادنا يكون عادة على قوة الارادة والصلابة المعنوية". وتابعت: "آمل ان يشجع فوزي المرأة العربية عموما والجزائرية خصوصاً لتحقيق نتائج لافتة في المستقبل وانا واثقة من ذلك". وأوضحت: "قمت بتضحيات كبيرة من اجل ان احقق نتيجة جيدة في الالعاب الاولمبية وقد وفقت في ذلك ورفعت اسم بلادي عاليا، وانا سعيدة جداً". تكتيك وخاضت بنيدة مراح 62،1م و53 كلغ السباق بذكاء كبير حيث تركت المبادرة للاثيوبية كوتري دوليشا والبريطانية كيلي هولمز لتتصدر السباق قبل ان تنتزع المركز الاول بفضل السرعة النهائية في ال200م الاخيرة على رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها تشيكيلي ومواطنتها تشابو. وقالت في هذا الصدد: "كان السباق تكتيكيا وتخوفت من التعثر وسط الازدحام الكثيف لكنني نجحت في الابتعاد عن العداءات الاخريات". وأوضحت: "واجهت صعوبة كبيرة في الامتار الاخيرة لكنني صمدت". ويقول زوجها ومدربها عمار مراح: "صراحة لم نكن نتوقع الذهبية بل البرونزية، وقد نجحت نورية بارادتها وقوة عزيمتها". وأضاف: "لا شك ان حسيبة بولمرقة فتحت الطريق امام الجزائريات عندما احرزت الذهب قبل 8 سنوات، وقد تابعت الاخيرة تصفيات سباق 1500م وشدت من ازر نورية واعتبرت انها تملك حظوظاً كبيرة للمنافسة على الذهبية وكانت توقعاتها في محلها". وأوضح: "أجرينا تدريبات شاقة في الجزائر وفي ايفران المغرب في الاشهر الاخيرة وها نحن نجني الثمار". وكشف: "كنت قلقاً في الامتار ال400 الاولى، لكن سرعان ما تحسنت الامور واصبحت واثقاً من قدرتها على احراز احد المراكز الثلاثة الاولى في السباق"... "ليس صحيحاً ان تشابو التي نكن لها احتراماً كبيراً، كانت ستحرز السباق لو لم تتعثر في منتصفه، وانا كنت واثقاً من قدرة نورية على التفوق عليها، فهي لم تعد العداءة نفسها التي توجت بطلة للعالم العام الماضي". وأضاف "السباق كان صعبا على الجميع وليس على تشابو فقط". وهي الميدالية الذهبية الرابعة للجزائر في تاريخ الالعاب الاولمبية بعد ذهبيات بولمرقة عام 1992 ونورالدين مرسلي في سباق 1500م عام 1996 في اتلانتا والملاكم حسين سلطاني في الوزن الخفيف عام 1996 أيضاً. كما انها الخامسة ايضا للجزائر في سيدني بعد فضية علي سعيد سياف 5 آلاف م وبرونزيات عبدالرحمن حماد في الوثب العالي وجابر سعيد القرني في سباق 800م ومحمد علالو في وزن 5،63 كلغ في الملاكمة. سياف ولحلافي وتوالى حصد العرب للميداليات إذ احرز العداءان الجزائري علي سعيدي سياف والمغربي ابراهيم لحلافي على التوالي فضية وبرونزية سباق 5 آلاف م ضمن دورة اليوم. وعادت الميدالية الذهبية للاثيوبي ميليون وولد بزمن 49،35،13 دقيقة. ولفت سياف 22 عاماً الانظار في العام الحالي بعد فوزه بسباق ال5 آلاف م في لقاء روما الدولي ضمن الدوري الذهبي متفوقاً على الجيش الكيني المكون من سامي كيبكيتير وبول ترغات وريتشارد ليمو وبنمي ليمو وجيمش كوسغي. الموعد في أثينا 2004 من جهته، منح لحلافي الميدالية الخامسة للمغرب بعد فضية هشام الكروج في سباق 1500م وبرونزيات نزهة بدوان في سباق 400م حواجز وعلي الزين في 3 آلاف م موانع، والملاكم الطاهر التمسماني. وقال لحلافي: "كنا محبطين بعد خسارة الكروج في السباق النهائي لمسافة 1500م، وكنت عازماً على احراز الميدالية الذهبية لتعويض ذلك بيد اني لم انجح واكتفيت بالبرونزية". وتابع "ما زلت شاباً وقادراً على تحقيق الانجازات، وأضرب موعداً للجميع في اولمبياد اثينا عام 2004". واضاف "كان ايقاع السباق بطيئاً جداً". ولا يخرج لحلافي 32 عاماً عن كونه ابن المدرسة المغربية التي خرجت ابطالاً عالميين في المسافات المتوسطة والطويلة في مقدمهم سعيد عويطة وابراهيم بوطيب وخالد السكاح وصلاح حيسو وجميعهم حطموا الرقم القياسي لمسافة 5 آلاف م. وحقق لحلافي 70،1م و62 كلغ افضل توقيت هذا العام الحالي والثالث في كل الازمنة عندما سجل 28،49،12 دقيقة في لقاء بروكسيل الدولي ضمن الدوري الذهبي متفوقاً على الكيني دانيال كومن ومواطنه لوك كيبكوسغي والبلجيكي الجنسية المغربي الاصل محمد مغيث. وارتفع عدد الميداليات العربية في سيدني الى 13 ميداليات هي فضلاً عن الميداليات الخمس للمغرب ومثلها للجزائر، فضية للسعودي هادي صوعان في سباق 400م حواجز، وبرونزيتي الكويتي فهيد الديحاني في مسابقة الرماية الحفرة المزدوجة والقطري اسعد سعيد سيف في رفع الاثقال. أثيوبية ونروجية على صعيد آخر، فازت الاثيوبية ديرارتو تولو باختصاصها اي في سباق 10 آلاف م الالعاب مسجلة رقماً اولمبياً جديداً مقداره 49،17،30 دقيقة. وكان الرقم السابق وهو 36،01،31 دقيقة بحوزة البرتغالية فرناندا ريبيرو وسجلته في اتلانتا 1996. وحلت ريبيرو ثالثة بزمن 88،22،30د ونالت البرونزية، فيما كانت الفضية من نصيب الاثيوبية الاخرى غيتي وامي بزمن 48،22،30د. وكانت تولو 28 عاماً و58،1م و47كلغ حلت رابعة في اتلانتا، علماً بأنها توجت بطلة للعالم في سباقات اختراق الضاحية ثلاث مرات اعوام 1995 و1997 و2000. وكانت الصدارة منذ انطلاق السباق لمصلحة البريطانية باولا رادكليف بيد ان الكلمة الاخيرة كانت لتولو التي انطلقت بسرعة فائقة قبل 300 م من خط النهاية، في حين اكتفت رادكليف بالمركز الرابع بزمن 97،26،30د. وأكدت النروجية ترينه هاتشتاد انها الابرز عالمياً في مسابقة رمي الرمح، وحصدت ذهبية سيدني مسجلة رقماً اولمبياً جديداً مقداره 91،68م. وكان الرقم السابق وهو 68،64م بحوزة الالمانية الشرقية بترا فيلكه وسجلته في سود 1988. وحققت هاتشتاد، حاملة الرقم القياسي العالمي 48،69 م. منذ 28 تموز يوليو الماضي، انجازها في محاولتها الاولى، متقدمة على اليونانية ميريلا مانياني تزيليلي 51،67، وعلى الكوبية اوسلييديس مينيديز 18،66 م. وقالت هاتشتاد، التي تملك برونزية واحدة في 4 مشاركات لها في الالعاب الاولمبية سابقاً، "من حسن حظي ان محاولتي الارلى كانت رائعة، وأحسست وقتها ان ذلك سيكون كافياً لاحراز الميدالية الذهبية"، مضيفة: "كنت متهلفة لتذوق طعم الذهب". وحصدت الروسية يلينا يليسينا ذهبية مسابقة الوثب العالي دورة مسجلة 01،2م. وتقدمت بفارق المحاولات على صاحبة الميدالية الفضية الجنوب افريقية هيرستي كلوييت، فيما نالت كل من السويدية كايسا بيرغفيست والرومانية اونا مانويلا بانتيليمون ميدالية برونزية بعد تسجيلها 99،1م. وتألقت يليسينا 30 عاماً، بطلة اوروبا للشابات عام 1989، في اللقاءات الدولية الكبرى وحققت نتائج جيدة خصوصاً حلولها ثانية في بطولة العالم عام 1999 في اشبيلية وثالثة في بطولة اوروبا داخل قاعة عام 1998. وكانت يليسينا حلت ثانية في بطولة العالم عام 1991 وفي بطولة اوروبا عام 1990. التتابع واستعاد المنتخب الاميركي للرجال لقبه الاولمبي عندما احرز ذهبية سباق التتابع 4 مرات 100م السبت مسجلاً 61،37 ثانية. وعادت الميدالية الفضية للبرازيل صاحبة البرونزية في اتلانتا 90،37ث، والبرونزية لكوبا التي كانت حلت ثالثة في برشلونة 1992 04،38. وكان المنتخب الاميركي فقد لقبه في اتلانتا 1996 عندما احرزت كندا الميدالية الذهبية. ويعود الفضل في تتويج الولاياتالمتحدة الى جون دروموند وبرنارد وليامس وبريان لويس والبطل العالمي وحامل الرقم القياسي لسباق 100م موريس غرين. وهي الميدالية الذهبية الثانية لغرين بعد لقبه الاولمبي في 100م. كما احرز المنتخب الاميركي ذهبية سباق التتابع 4 مرات 400م. مسجلاً 35،56،2 دقيقة. وحصد مايكل جونسون، بطل العالم وحامل الرقم القياسي للمسافة ذاتها، على ميداليته الذهبية الثانية في سيدني بعد ذهبية 400م، والخامسة في تاريخ مشاركاته في الالعاب الاولمبية، علماً بأنه لن يشارك في الالعاب الاولمبية المقبلة في اثينا. وساهم الثلاثي ألفين هاريسون وانطونيو بيتغرو وكالفين هاريسون في الفوز حيث وسّع الفارق قبل ان تسلم العصا الى جونسون الذي انطلق كعادته مثل السهم، تاركاً المنافسة قوية على المركز الثاني بين جامايكا ونيجيريا حيث انتزعته الاخيرة في المترين الاخيرين. خيبة ثم تعويض لجونز في المقابل احرزت سيدات باهاماس ذهبية سباق التتابع 4 مرات 100م. وقطع منتخبها المكون من سيفاثيدا فاينس وشاندرا ستوروب وباولين ديفيس طومسون وديبي فيرغوسون المسافة بزمن 95،41 ثانية متقدماً على رباعي جامايكا تاينا لاورنس وفيرونيكا كامبل وبيفيرلي ماكدونالد ومرلين اوتي 13،42، والولاياتالمتحدة الذي تشكل من كريستي غاينس وتوري ادواردز ونانسين بيري وماريون جونز 20،42. وعجزت جونز في تحويل تخلف زميلاتها في ال100م الاخيرة، وفشلت بالتالي للمرة الثانية في تحقيق الميدالية الذهبية بعدما حلت ثالثة في مسابقة الوثب الطويل. وكانت تأمل في حصد 5 ذهبيات في سيدني. لكنها قطفت ذهبيتها الثالثة في الدورة في سباق التتابع 4 مرات 400م حيث احرز المنتخب الاميركي المركز الاول مسجلاً 62،22،3 دقائق. ويعود لجونز الفضل بدرجة كبيرة في تحقيق اللقب الجديد لأنها وسعت الفارق بين اقرب المنافسات في ال400م الثالثة، حين انطلاقها متساوية مع الجامايكية ويون هيمينغز لكنها سارت كالصاروخ ووسعت الفارق الى نحو 20 متراً وسلمت العصا الى زميلتها تاشا كولاندر رتشاردسون التي دخلت بسهولة في المركز الاول. ونالت جامايكا الميدالية الفضية، وروسيا الميدالية البرونزية. وكانت الولاياتالمتحدة احرزت اللقب الاولمبي في اتلانتا متقدمة على باهاماس.