أصيب أحد كبار المسؤولين في وزارة الداخلية الروسية الجنرال أناتولي ميخ بجروح بالغة، في مكمن نصبه له مسلحون شيشانيون، فيما واجهت موسكو أزمة خطيرة بين الحاكم المدني للشيشان أحمد قادروف ونائبه الأول بيسلان غانتميروف الذي قاد تجمعات جماهيرية مناوئة لقادروف. وفتح مسلحون يستقلون سيارة نيران رشاشاتهم مساء الاثنين في ضواحي "العاصمة الموقتة" غوديرميس على سيارة جيب كان يستقلها الجنرال ميخا نائب قائد قوات الأمن الداخلي في حوض الفولغا. وأصيب الجنرال بست رصاصات استقرت واحدة منها في رأسه ونقل الى المستشفى في حال خطرة. كما أصيب العقيد في الأمن الداخلي فيكتور فالكيفيتش وسائق السيارة الجنرال بجروح بالغة. وكانت موسكو رفضت في البداية الكشف عن اسم الجنرال أو طبيعة إصاباته، إلا أنها اضطرت الى كشف المعلومات بعد تسربها الى الصحف. ولاحظ المراقبون أن السلطات الروسية تسعى الى التعتيم على أنباء عن تصاعد العمليات في الشيشان أخيراً. واعترف مكتب الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي باسترجيمبلاسكي بأن "قطاراً غير عسكري" تعرض للغم، مشيراً الى أن أحداً لم يصب في الحادث الذي وقع في غوديرميس. وفي المدينة نفسها، أطلق شابان شيشانيان نيران الرشاشات على مقر الحاكم العسكري. وقتل أحدهما عندما انفجر في يده مدفع "آر بي جي" حاول استخدامه. وذكر بلاغ أصدرته قيادة القوات الروسية أن مواقعها تعرضت لنحو 15 هجوماً ليل أول من أمس لكنها لم تكشف ارقاماً عن القتلى والجرحى. ولوحظ أن الطيران الروسي استأنف الغارات المكثفة على الشيشان وقامت مقاتلات "سوخوي 25" ب16 طلعة وشنت الهليكوبترات 40 غارة أخرى. وأعلن عن تدمير قاعدتين وأربعة مواقع محصنة للمقاومة الشيشانية. وتزامن هذا التصعيد مع استفحال الخلافات بين "المتعاونين" مع السلطات الروسية، إذ نظم بيسلان غانتميروف الذي كان مسؤولاً عن الشركة المحلية تجمعات في غروزني ومدن أخرى، اتهم خلالها قادروف ب"الخداع" وقال إنه "أسند مناصب حساسة في الإدارة المدنية الى إذناب دورايف ومسخادوف". كما اتهمه بإنشاء "حكم عشائري" وتعيين أقاربه في المواقع المهمة. ورفض محافظ غروزني سفيان ماخاتشيف، وهو حليف لغانتميروف، أن يسمح لأربعة مسؤولين عينهم قادروف بالعمل في غروزني. وأعلن رئيس الإدارة الموقتة ان غانتميروف "مواطن عادي" وقال إن قرار تعيينه نائباً أول لم يوقع أصلاً. وكان ممثل الرئيس الروسي في جنوبروسيا الجنرال فيكتور كازانتسيف اجتمع قبل فترة الى القطبين المتنازعين وأعلن أن الخلاف بينهما "انتهى". ولكن الصراع عاد بحدة بعدما شاعت أنباء عن أن موسكو ستبدأ قريباً تحويل مبالغ كبيرة من المال لأغراض "إعمار" الجمهورية الشيشانية، ويرغب كل من الفريقين في أن تكون له اليد الطولى في توزيع الأموال.