فقدت موسكو عدداً من مدرعاتها في كمين نصبه الشيشانيون امس، وواجهت خطر اتساع الأزمة بين المتعاونين معها، فيما هدد نائب الحاكم المدني للشيشان بيسلان غانتميروف بتنظيم "استعراض عسكري" في غروزني اليوم الخميس في خطوة اعتبرت بمثابة "تمرد" على السلطة الفيديرالية. وتوقفت الحركة على طريق رئيسية تربط بين مدينتي اوروس مارتان وغينجي حين نصب كمين قالت وكالة "ايتار تاس" الحكومية انه أدى الى تدمير عدد من المدرعات، لكنها رفضت الكشف عن عدد القتلى والجرحى. واعترفت القيادة الفيديرالية بأنها أرسلت مدرعات وطائرات ووحدات خاصة الى الموقع ل"تمشيط" المنطقة بحثاً عن المهاجمين الذين يرجح انهم انسحبوا بعد المعركة. وذكر الحاكم العسكري للشيشان الجنرال ايفان بابيتشيف ان القوات الفيديرالية "تكبدت خسائر ... لكنها تحتفظ بالمبادرة". وتواجه روسيا خطر القتال على جبهتين بعد استفحال الصراع بين الحاكم المدني احمد قادروف ونائبه الأول بيسلان غانتميروف اللذين كانت موسكو عينتهما للحفاظ على نوع من "التوازن العشائري" بين الشيشانيين المتعاونين معها. وكان غانتميروف ساهم مع القوات الفيديرالية في معارك غروزني وكلف أخيراً مهمة الاشراف على "هياكل القوة" في الجمهورية، الا انه اعترض على قرار قادروف فصل عدد من رؤساء الادارات المحلية المنتسبين الى "عشيرة" غانتميروف، فدهم العاصمة الموقتة غوديرميس ولم يغادرها الا بعد تدخل الجنرالات الروس. وعقد صباح الأربعاء اجتماع لتسوية الخلافات الا انه لم يسفر عن نتيجة وأعلن غانتميروف اثره انه ينوي "استعراض الفصائل القتالية" التي يقودها في غروزني اليوم، لكنه شدد على انه لا ينوي الاشتباك مع القوات الفيديرالية، وانحى باللائمة على قادروف الذي اتهمه بأنه "مشعل الحرب الأهلية" في الشيشان. ورد الحاكم المدني على ذلك بوصف تصرفات غانتميروف بأنها "عصيان مسلح" وأعلن ان الأخير فصل عملياً من منصبه. وحظي قادروف بدعم من الجنرال فلاديمير بوكوفيكوف ممثل المركز الفيديرالي في الشيشان والذي قال ان "دعوى جنائية سترفع ضد غانتميروف". وأشار الى ان "سلوكه عدائي لرئيس الدولة الروسية". ويشير المراقبون الى ان غانتميروف يسيطر على بضعة الاف من الرجال الذين يحملون سلاحاً مرخصاً ويقيمون في ثكنات داخل المدن الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية. وفي حال تحرك هذه المجموعة فإن موسكو ستواجه خطراً كبيراً وجبهة ثانية لا تقل خطورة عن الأولى. وعلى صعيد آخر أعلن في جمهورية داغستان المجاورة للشيشان عن استنفار وحدات الشرطة الخاصة ونقلها الى الحدود مع اذربيجان لمنع تسلل 1500 افغاني وباكستاني قالت اجهزة الأمن المحلية انهم احتشدوا لغزو أراضي داغستان في الجنوب ضمن سيناريو يقضي بتحرك القائد الميداني شامل باسايف وحليفه القائد العربي الأصل خطاب اللذين ينتظر ان يقودا مجموعتين من الشمال. وكان باسايف وخطاب قاما باحتلال أجزاء من داغستان أعلنت فيها "دولة اسلامية" في آب اغسطس من العام الماضي، وكان ذلك الشرارة التي اشعلت نيران الحرب القوقازية الثانية.