عرتا جيبوتي - أ ف ب، رويترز - انتخب البرلمان الانتقالي الصومالي المؤقت في عرتا جيبوتي عبد القاسم صلاد حسن رئيسا للصومال في خطوة تعتبر مرحلة الذروة في مبادرة السلام الجيبوتية الهادفة الى اعادة السلطة المركزية في بلد تسود فيه الفوضى منذ حوالي عقد من الزمان. ووعد صلاد حسن بعد انتخابه بالعمل من اجل تشكيل حكومة تمثّل جميع الفصائل الصومالية. وانجزت عملية الانتخاب التي حصلت ليل الجمعة السبت بعد ثلاث دورات اقتراع في المسار الذي اطلقة الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي في ايلول سبتمبر 1999 بهدف اقامة حكومة دائمة في الصومال التي دمرت فيها مؤسسات الدولة منذ سقوط الرئيس السابق سياد محمد بري في عام 1991. وتنتظر الرئيس الجديد 58 عاماً مهمات شاقة، اذ عليه ان يحصل على موافقة زعماء الفصائل الصومالية التي تعارض غالبيتها المبادرة الجيبوتية اضافة الى موافقة مسؤولي جمهورية ارض الصومال ومنطقة "بلاد لاند". ويعتبر صلاد حسن، عالم الاحياء الذي تلقى دروسه في موسكو واحتل مناصب وزارية مختلفة بين عامي 1973 و1990 دون انقطاع بينها وزارات الصناعة والتجارة والعمل والداخلية، قوي الشكيمة عرف باحترامه القيم الاسلامية في مواجهة التجربة الاليمة للثورة الاشتراكية للنظام السابق. ومن المحتمل ان يفتح انتماء صلاد حسن الى قبائل الهاوية الموجودة بكثرة في مقديشو ابواب العاصمة امامه، وينتمي صلاد حسن الى عشيرة "هبر جدر" على غرار الرجل القوي في جنوب العاصمة حسين محمد عيديد. واكد مراقبون في عرتا ان فرع "العير" الذي ينتمي اليه الرئيس الجديد من العشيرة التي انتمى رجالها الى مختلف الفصائل ابان الفترة الاولى من الحرب الاهلية، يسيطر على غالبية المحاكم الاسلامية في الصومال. ووعد الرئيس الصومالي الجديد بالسعي الى تحويل الصومال الى بلد يسوده السلام بعد عشر سنوات من سقوط نظام الرئيس سياد بري. واضاف: "بعونه تعالى، سأشكّل حكومة تمثّل جميع الفصائل الصومالية". وينتظر ان يشارك في الاحتفال الذي يقيمه الرئيس الجيبوتي عمر اسماعيل غيللي اليوم لتنصيب الرئيس الصومالي رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ووزير التعاون الفرنسي شارل جوسلان وعدد من القادة الاقليميين الذين وُجّهت اليهم دعوات. وستستمر فترة رئاسة صلاد حسن ثلاثة اعوام تقوم خلالها الحكومة بمهمة السيطرة على البلاد واحلال السلام وتنظيم انتخابات. وتشكل البرلمان المؤلف من 245 عضواً تماشياً مع ما اتُفق عليه في مؤتمر للسلام يعقد في عرتا في جيبوتي منذ في ايار مايو الماضي وحظي بمساندة دولية. ومن المرجح ان تحظى الحكومة الصومالية الجديدة بمساندة الاممالمتحدة والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي وجيران الصومال في منطقة القرن الافريقي. وأيّد 145 نائباً صومالياً صلاد حسن في الدورة الثالثة من عملية الاقتراع مقابل 92 لعبدالله احمد عدوه. واعلن الغاء صوت واحد بين النواب ال238 الذين شاركوا في العملية الانتخابية من اصل 245 نائبا في البرلمان. وخاض ثلاثة مرشحين الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الصومالي، اثنان منهم من قبيلة هاوية وهما عبدالله احمد عدوه وعبدالقادر صلاد حسن وكان الثالث مرشح الدارود، علي خليف وذلك بعد ان حصلوا بالتتابع على 83 و78 و35 صوتاً في الدورة الاولى. وتم شطب 12 مرشحاً لحصولهم على اقل من عشرة اصوات في الدورة الاولى فيما اعلن علي مهدي الذي حصل على 12 صوتا، انسحابه من المعركة مؤكدا استعداده للتعاون مع الرئيس الصومالي المقبل.