نقل وفد اريتري رفيع المستوى الى الخرطوم أمس اقتراحات جديدة للتسوية السياسية بين الحكومة السودانية والمعارضة تشمل ستة بنود رئيسية من بينها تعيين زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق رئيساً للوزراء في حكومة انتقالية برئاسة الرئيس عمر البشير. وبدأ الوفد محادثات في هذا الشأن مع المسؤولين في الخرطوم. أفادت مصادر سياسية مطلعة ان الاقتراحات الاريترية التي حملها الأمين العام للجبهة الشعبية للعدالة والديموقراطية الحزب الحاكم في أسمرا الأمين محمد سعيد ووزير الخارجية علي سيد عبدالله الى الخرطوم أمس تنص على تشكيل حكومة انتقالية لإعادة الثقة في اطار السودان الموحد، واختيار الرئيس عمر البشير رئيساً خلال الفترة الانتقالية على أن يتولى زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق رئاسة الوزراء، وأن تنهج الحكومة الانتقالية سياسة في اطار مبادئ محددة مثل قبول التعدد العرقي والديني، وضمان الديموقراطية وحرية النشاط السياسي والنقابي وضمان حقوق الانسان والمساواة على أساس المواطنة، والغاء الدستور الحالي وإقرار آخر انتقالي ديموقراطي يشارك الجميع في صوغه، واجراء استفتاء على تقرير المصير واجراء انتخابات حرة ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية. وفي حال تم الاتفاق على البنود الخمسة السابقة يعلن الطرفان وقف الحرب وعقد اتفاق سلام شامل. وكشفت المصادر نفسها، ان القيادة الاريترية تعد للقاء مباشر يعقد قريباً جداً بين الحكومة السودانية و"التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في أسمرا. وكانت اريتريا سلمت هيئة قيادة "التجمع" في اجتماعها الأخير الاسبوع الماضي ورقة اعتبرت مبادرة شاملة لاعلان مبادئ، ونقلت الورقة الى الخرطوم. وعلم ان "التجمع" رحب مبدئياً باقتراح تشكيل حكومة انتقالية في اطار السودان الموحد، لكنه رأى اولا توحيد المنبر التفاوضي وضرورة التوصل الى اتفاق سياسي شامل في شأن القضايا الأساسية، ووضع برنامج متفق عليه للخروج من الأزمة وإقرار دستور انتقالي يحدد أسس الحكم. وتدعو المبادرة الاريترية الى تواصل التفاوض المباشر بين الحكومة و"التجمع" الذي بدأ بلقاء البشير وزعيم "التجمع" محمد عثمان الميرغني في أسمرا الشهر الماضي من دون شروط مسبقة والاتجاه مباشرة الى الغاء الدستور الحالي، على ان يحضر المفاوضات مراقبون من دول مبادرة "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد ومصر وليبيا وأي دول أخرى يوافق عليها الجانبان. ودخل الوفد الاريتري الذي ضم مسؤولين في الحزب الحاكم ووزارة الخارجية وجهاز الأمن ومهتمين بالملف السوداني عقب وصوله الخرطوم في محادثات مع قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ووزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين ومستشار الرئيس للشؤون الأمنية اللواء الطيب محمد خير. وقال الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور ابراهيم أحمد عمر في تصريحات للصحافيين ان زيارة الوفد الاريتري متعددة الأغراض وتشمل اطلاع الجانب السوداني على نتائج المساعي الاريترية لحل الأزمة السودانية وتعزيز العلاقات الثنائية التي وصفها بأنها "في تحسن مضطرد وخطت خطوات جادة في اتجاه التطبيع الكامل منذ زيارة الرئيس الاريتري أساياس أفورقي الأخيرة للبلاد". ورأى الأمين العام للجبهة الشعبية الحاكمة في اريتريا ان مهمة وفد بلاده تستهدف الى تعزيز العلاقات بين البلدين وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين لتحقيق وفاق وطني.