تكتمت الخرطوم على نتائج الزيارة التي قام بها مبعوث الرئيس السوداني عمر البشير وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح الى اسمرا لنزع فتيل التوتر الامني على الحدود بعد تزايد الحشود العسكرية الاريترية على الشريط الممتد لمسافة 380 كيلومتراً. وتلقى البشير امس تقريراً من صالح في شأن محادثاته مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي، ووزير الدفاع الاريتري سبحت أفريم التي ركزت على الاوضاع العسكرية على الحدود بين البلدين. وبثت الاذاعة الرسمية ان صالح "اجرى محادثات مغلقة مع المسؤولين في اريتريا ناقشت بوضوح ما يدور من توتر عسكري على الحدود الشرقية للبلاد باتجاه معالجتها". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان "وزير الدفاع استقبل في أسمرا ووُدّع بحفاوة بالغة"، وتوقعت ان يقوم وزير الدفاع الاريتري بزيارة الى الخرطوم الاسبوع المقبل. وتسعى الحكومة السودانية الى تأمين الحدود الشرقية من اي تهديد لخط انابيب النفط وميناء بورتسودان على البحر الاحمر، بعد القلق الاريتري من مشروع اثيوبيا لاستخدامه لنقل صادراتها ووارداتها، وتلقي وقود سوداني عبره. ويلعب البلدان بورقة المعارضة المسلحة في الضغط على بعضهما. وافادت تقارير في الخرطوم ان الحكومة الاريترية اعادت تسليح قوات "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بعد توقف حربها مع اثيوبيا، وتشتت قوات المعارضة الشمالية واتجاه فصائلها الى الحوار المنفرد مع الحكومة. وأثارن تساؤلات في شأن انتقال رموز "التجمع الوطني" الاريتري المعارض من الخرطوم الى اديس ابابا اخيراً. وافادت وزارة الخارجية الاريترية امس ان وزير الدفاع السوداني سلّم رسالة خطّية من البشير الى أفورقي. ودعا وزير الدفاع السوداني في تصريحات صحافية مساء يوم اول من امس الى ضرورة دفع تطبيع العلاقات الثنائية وتفعيل عمل اللجان الوزارية المشتركة التي تشمل لجان التجارة عبر الحدود، واخرى سياسية وامنية شكلت في نهاية العام الماضي بعد عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. على صعيد آخر وجهت "الحركة الشعبية" بقيادة جون قرنق انتقادات حادة الى حزب الامة الذي يتزعمه السيد الصادق المهدي. واوضحت ان الحزب المعارض "يتعاون مع النظام في برنامجه العسكري". وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" في اسمرا ياسر عرمان ان "الجيش الشعبي يتصدى ببسالة لهجمات حكومية في معارك ما زالت مستمرة في منطقة آبار النفط في منطقة هجليج الواقعة في ولاية اعالي النيل". واضاف ان "طائرات النظام واصلت طوال الاسبوع الماضي وحتى يوم اول من امس قصف القرى، ومراكز الاغاثة في شمال بحر الغزال". واشار عرمان الى ان وحدة صحية لمعالجة المرضى تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر في منطقة اويل تعرضت للتدمير.