} بدأ الرئيس الاريتري اساياس افورقي امس محادثات في الخرطوم مع الرئيس عمر البشير تناولت الملف الامني الذي يقف عقبة امام اكمال تطبيع العلاقات بين البلدين ودفع جهود تحقيق مصالحة وطنية في البلاد. الى ذلك، انتهت مفاوضات تجريها الحكومة السودانية مع "الجيش الشعبي" بخلاف في شأن علاقة الدين والدولة. امتنع الرئيس الاريتري اساياس افورقي عن التحدث الى الصحافيين لدى وصوله الى مطار الخرطوم امس، لكن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اعترف بوجود "مشكلات وعقبات تحول دون عودة العلاقات بين السودان واريتريا الى سابق عهدها". واكد حرص الجانبين على تجاوز هذه العقبات. وذكر ان المحادثات ستدرس المبادرة الاريترية لدفع مساعي الوفاق بين القوى السياسية في البلاد، مشيراً الى ان الحكومة "سترد على المعارضة اذا طرحت جديداً". وبدأ افورقي الذي يرافقه الامين العام للجبهة الشعبية الحاكمة الامين محمد سعيد ووزيرا الخارجية والطاقة وعدد من رجال الاعمال محادثات مع الجانب السوداني برئاسة البشير، شملت تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية. وراجت تكهنات في الخرطوم مفادها ان افورقي سيطرح خلال زيارته التي تستمر اربعة ايام اقتراحاً اريترياً لعقد لقاء مباشر بين البشير وزعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق في اطار الجهود الجارية لتحقيق تسوية سياسية شاملة للازمة السودانية. وذكرت تقارير صحافية ان النجاح الذي صادف لقاء اسمرا بين البشير ورئيس التجمع المعارض محمد عثمان الميرغني يشجع اريتريا على لعب دور على صعيد تسوية النزاع مع "الجيش الشعبي". وربطت بين مناقشة الملف الامني بين السودان واريتريا وصعوبة احراز تقدم حقيقي فيه قبل التوصل الى تسوية في ما يتعلق ب"الجيش الشعبي" ووجوده العسكري في اريتريا. التجمع وكانت المعارضة السودانية اعلنت قبل مغادرة افورقي اسمرا انها سلّمت الى السلطات الاريترية اقتراحات في شأن التسوية السلمية للمشكلة السودانية. وقال الامين العام للتجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض باغام اموم ان هذه الاقتراحات تتضمن رؤية المعارضة في شأن الحل السياسي الشامل للازمة السودانية. وقال اموم: "ان التجمع الوطني الديموقراطي متمسك بمنبر تفاوضي موحد للازمة السودانية". واوضح ان التجمع يطالب الحكومة السودانية ب"اعلان اجراءات تهيئة المناخ لتوفير اجواء معافاة للحوار". وقال: "ان التجمع يصرّ على الغاء المواد المقيّدة للحريات في قانوني النظام العام، والتنظيم السياسي". واوضح اموم ان المعارضة وضعت تصوراتها في شأن الحكومة القومية الانتقالية، وفصل الدين عن السياسة وتتمسك بضرورة تفكيك دولة الحزب الواحد. واكد ديبلوماسيون في اسمرا ان اريتريا تعتزم مواصلة جهودها لتحقيق السلام في السودان التي بدأتها بعقد لقاء بين الرئيس السوداني عمر البشير وقادة التجمع المعارض في اسمرا الاسبوع الماضي. ويستند الديبلوماسيون في تقويمهم الى قرار اتخذه المجلس الوطني الاريتري البرلمان الذي أنهى جلساته مساء اول من امس. وجاء في القرار: "بعد تقويم الجهود التي تقوم بها الحكومة الاريترية لارساء دعائم متينة للعلاقة مع السودان وللمساهمة في ايجاد حل سياسي شامل لمشكلة السودان، كلّف المجلس الوطني الحكومة العمل بشكل نشط في هذا الاتجاه. مفاوضات نيروبي على صعيد آخر، تضاربت مواقف الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" ازاء نتائج المفاوضات التي جرت بينهما في نيروبي تحت رعاية السلطة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد. وفيما اعتبر وفد الحكومة ان المفاوضات حققت تقدماً، رأى ناطق باسم الحركة ان المفاوضات فشلت في حين ابدى شركاء "ايغاد" الغربيون عدم رضاهم عن اداء الوسطاء ما يحمل على الاعتقاد انهم سيطرحون افكاراً ومقترحات جديدة في اجتماعهم المقبل في اوسلو. ووصف وزير الدولة لشؤون السلام عضو وفد الحكومة الى المفاوضات مطرف صديق الجولة الرابعة التي جرت في نيروبي بأنها "كانت ناجحة بسبب الروح الايجابية التي سادتها ونشوء احتمالات تقارب في وجهات النظر بصورة اكثر وضوحاً من المرات السابقة". وقال ان تقدماً "حدث في بعض جوانب التفاوض" اعتبره "خطوة نحو اقرار اتفاق سلام بين الطرفين". ورأى ان "الحركة الشعبية" "أبدت مرونة تجاه وحدة السودان وجدية في اتجاه الحل"، موضحاً ان "موقف الحكومة كان اكثر تجاوباً". واكد صديق رفض الحكومة فكرة اقامة دولة علمانية التي تنادي بها "الحركة الشعبية". وقال ان وفد المتمردين الجنوبيين طالب الحكومة باعلان التزام صريح بالعلمانية. غير ان المتحدث باسم "الحركة" سامسون كواجي اكد ان المفاوضات التي جرت بين الطرفين "لم تحرز اي تقدم"، وان الطرفين فشلا في التوصل الى اتفاق في شأن القضايا الجوهرية محل الخلاف بينهما وعلى رأسها فصل الدين عن الدولة.