كثفت الخرطوم اتصالاتها بالقاهرة التي تقود جهوداً لتحسين علاقاتها مع واشنطن وتسعى مع ليبيا إلى جمع الفرقاء السودانيين للاتفاق على حل لنزاعاتهم. وفيما أجرى الرئيس عمر البشير اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المصري حسني مبارك، يتوجه اليوم إلى القاهرة مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم السفير مهدي إبراهيم للقاء الرئيس المصري غداً في الاسكندرية. وتلقت الحكومة السودانية اقتراحات من لجنة المبادرة المصرية - الليبية المشتركة في شأن عقد اللقاء التمهيدي للحوار بين القوى السياسية السودانية والذي دعت إليه القاهرة، والترتيبات الجارية لعقده بناء على الاتصالات التي أجرتها اللجنة المشتركة مع أطراف النزاع السوداني. ولم تفصح الحكومة بعد عن تفاصيل هذه الاقتراحات. وذكر وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان ان الاتصال الهاتفي بين البشير ومبارك أول من أمس يأتي في "إطار التشاور المستمر بينهما"، والبحث في القضايا الاقليمية والدولية. وأضاف ان الرئيسين "تناولا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وانجاح اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة التي تعقد في القاهرة الشهر المقبل، وتحقيق الوفاق الوطني في السودان وتطورات التسوية السلمية في الشرق الأوسط، ومؤتمر المصالحة الصومالية في جيبوتي". وأعلن ان مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم السفير مهدي إبراهيم سيتوجه اليوم إلى مصر لعقد لقاء مع الرئيس مبارك غداً في قصر التين في الاسكندرية. وسيتناول اللقاء "تقوية العلاقات بين المؤسسات والمنظمات الشعبية في البلدين". إلى ذلك، ذكرت تقارير صحافية أمس ان الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية السودان ومصر وليبيا واوغندا سيعقد في كمبالا الأسبوع المقبل لمناقشة تذليل العقبات التي تعترض تطبيع العلاقات السودانية - الأوغندية. واتفق خلال الاتصالات المكثفة بين الأطراف المعنية على النقاط التي حملتها الورقة التي اتفق عليها ابان القمة الافريقية الأخيرة في لومي، واستهدفت وضع "رؤية شاملة" لتطبيع العلاقات بين الخرطوم وكمبالا. وأسفرت الاتصالات عن تشكيل آلية من كل طرف تعمل تحت اشراف مركز الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي يتوسط بين السودان وأوغندا للتأكد من تنفيذ بنود الاتفاق الموقع بين البلدين، خصوصاً مشكلات الحدود، والاتهامات المتبادلة بينهما بدعم معارضة الطرف الآخر. وعلم ان السودان قدم اقتراحاً إلى أوغندا يقضي بارسال وفد إلى الخرطوم للمساعدة في عمليات التعرف على الأطفال الذين خطفتهم حركة "جيش الرب" المعارضة للحكم في كمبالا.