بحث وزير الخارجية المصري عمرو موسى ورئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي في الخطوات المقبلة في شأن التنسيق بين المبادرات المطروحة للحل السياسي للأزمة السودانية. والتقى موسى المهدي مساء أول من امس في الاسكندرية. وقال مدير مكتب حزب الأمة في مصر والشرق الأوسط صلاح جلال ل"الحياة" إن اللقاء "يأتي في اطار المشاورات التي تجريها مصر مع قادة المعارضة في الخارج، وتناول مبادرات الحل السياسي المطروحة لاحتواء الأزمة السودانية والتنسيق بينها لاستيعاب كل الأطراف العربية والأفريقية والاوروبية والاميركية". وناقش اللقاء التحرك المستقبلي ومراحل الحل السياسي بما يتفق مع "اعلان طرابلس" الذي صدر بعد اجتماعات "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض مع المسؤولين الليبيين بداية الشهر الجاري. وعلمت "الحياة" ان اتصالات تجرى حالياً بين موسى وأمين اللجنة الشعبية للإتصال الخارجي والتعاون الدولي الليبي وزير الخارجية عمر المنتصر لتنسيق الاتصالات مع دول "ايغاد" اريتريا - اثيوبيا - اوغندا - كينيا للتنسيق في شأن الحل السياسي في السودان. وقالت مصادر ديبلوماسية في القاهرة ان ترتيبات تجرى لعقد اجتماع في طرابلس يضم وزراء خارجية مصر وليبيا ودول "ايغاد" الأربع على هامش القمة الاستثنائية الافريقية التي تستضيفها ليبيا خلال الفترة من 6 الى 9 ايلول سبتمبر، واجراء محادثات مع وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل لتحديد موعد اجتماع يضم الحكومة السودانية والمعارضة. وفي الخرطوم، أعلن قيادي بارز في الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض ان مصر وليبيا اتفقتا على تشكيل أمانة مشتركة تتولى مسؤولية ملف المصالحة السودانية. وقال القيادي تاج السر محمد صالح لصحيفة "الرأي العام" ان الأمانة تتألف من أربعة سفراء يمثلون الجانبين المصري والليبي بالتساوي، وروعي في اختيارهم "التخصص العالي والدراية التامة بالشأن السوداني". وقال ان الأمانة ستبدأ أعمالها قريباً بتنظيم اجتماع مباشر بين الحكومة والمعارضة سيكون الأول من نوعه منذ تولي البشير الحكم قبل عشر سنوات. وأضاف ان الاجتماع يهدف الى "الدخول مباشرة في تحديد نقاط النزاع وضبط مسار الحوار تمهيداً لعقد المؤتمر الشامل للمصالحة الذي سيكون محطة أعمال الأمانة النهائية".