الخرطوم، تونس - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - بدأ الرئيس السوداني عمر البشير امس زيارة لليبيا ينتظر ان ينتقل بعدها الى القاهرة في أول زيارة الى البلدين منذ قراره حل البرلمان واعلان حال الطوارئ قبل أكثر من اسبوع. وينتظر ان يجتمع البشير في طرابلس مع قادة أفارقة في مسعى بدا ان ليبيا تتبناه لتحسين علاقات الحكم السوداني مع اريتريا وأوغندا. ويشارك في الاجتماع الافريقي ايضاً رئيس جمهورية الكونغو لوران كابيلا. وترتبط الخطوة الليبية بتقديم الدعم للبشير بعد تنحية حليفه السابق الدكتور حسن الترابي. وذكرت صحيفة "الانباء" السودانية ان البشير من المقرر ان يعقد محادثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس قبل محادثات اليوم مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة. وأوضحت صحيفة "الصحافي الدولي" ان البشير الذي سيرافقه وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل ومستشاره للشؤون القانونية عبدالباسط صالح سبدرات ووزير شؤون الرئاسة بكري حسن صالح سيجتمع في ليبيا ايضاً مع الرئيس الاريتري أساياس أفورقي والرئيس الأوغندي يويري موسيفيني. وبثت الاذاعة الليبية امس ان أفورقي والقذافي بحثا في الوضع في السودان والقرن الافريقي خلال اجتماع في طرابلس. وذكرت صحيفة الانباء ان اجتماعات البشير تهدف الى تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق السلام في البلاد، وتحسين علاقات السودان مع جيرانه. واتفق الرئيسان السوداني والأوغندي في نيروبي في وقت سابق هذا الشهر على وضع نهاية لنشاطات المعارضين على حدودهما المشتركة بينما وقعت اريتريا والسودان اتفاقاً في ايار مايو لتطبيع العلاقات وعززتا منذ ذلك الحين الاتصالات بهدف تخفيف التوترات على الحدود. وقال مراقبون سياسيون في الخرطوم، ان زيارة البشير تأتي في اطار جهوده الرامية الى كسب تأييد افريقي وعربي بعدما أعلن الاسبوع الماضي حال الطوارئ لمدة ثلاثة اشهر وحل البرلمان. وكان مبارك والقذافي أعلنا تأييدهما للبشير واستقبلا وزير الدفاع السوداني عبدالرحمن سر الختم. وتصدرت مسألة تأييد تحركات البشير ضد الترابي جدول أعمال محادثات مبارك مع زعماء دول الخليج خلال جولة استمرت أربعة ايام. وبدأت علاقات مصر والسودان تتحسن أخيراً بعد ان كانت مصر اتهمت الخرطوم بإيواء المتشددين الاسلاميين الذين حاولوا اغتيال مبارك في أديس ابابا في العام 1995. وعقد آخر لقاء بين البشير ومبارك على هامش القمة العربية في القاهرة في العام 1996. وعلى صعيد العلاقات المصرية - السودانية فإنها خطت خطوة جديدة بعد الاتفاق على ترتيبات عقد قمة تجمع الرئيسين حسني مبارك وعمر حسن البشير في القاهرة اليوم للبحث في التطورات السودانية بعد حل البشير للبرلمان واعلان حال الطوارئ. وتنهي زيارة البشير التي تستمر لساعات فترة قطيعة استمرت اكثر من ثلاث سنوات اذ كانت آخر زيارات البشير للقاهرة للمشاركة في القمة العربية التي عقدت في حزيران يونيو 1996. وتأتي القمة المصرية - السودانية في اجواء مواتية تضمن نجاحها بعد الدعم المطلق الذي قدمته القاهرة لاجراءات البشير الداخلية. وأدت زيارة مبارك لليبيا وجولته الى منطقة الخليج الى تفهم لموقف البشير وحصول الاخير على الدعم السياسي المطلوب لاستكمال اجراءات التصحيح. وكان من المقرر ان تعقد قمة ثلاثية مصرية - ليبية - سودانية في طرابلس يوم الخميس الماضي لكن انشغال البشير ادى الى اقتصار القمة على مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي. ويدلل توقيت زيارة البشير لليبيا ومصر على سيطرته على الوضع الداخلي. في غضون ذلك قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مفيد شهاب ان الرئيس مبارك وافق على فتح ابواب الجامعات المصرية امام الطلبة السودانيين الذين ستتم معاملتهم على غرار المصريين. وكان البشير اوفد وزير دفاعه عمر سر الختم في زيارة للقاهرة التقى خلالها مبارك ووزيري الدفاع والخارجية المصريين واطلعهم على الوضع في السودان بعد الاجراءات الاخيرة.