دمشق - "الحياة" - صدر عن دار المدى في دمشق ترجمة لكتاب ديفيد كومتر الإصلاح الإسلامي، السياسة والتغيير الاجتماعي في سورية أواخر العهد العثماني، وقام بالترجمة مجيد الراضي. ويتناول الكتاب الإصلاح الديني في دمشق من منظور التاريخ الاجتماعي للمثقفين الذي يشتمل على خبرات مجموعات المثقفين ونظراتها العامة وتفاعلاتها المركبة مع سياقاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ويبدأ بوصف مكانة العلماء الدمشقيين في المجتمع وتراتبهم ضمن هيئة العلماء، ومن ثم يعمد الى دراسة التطورات التاريخية المركزية في سورية القرن التاسع عشر وتأثير كل ذلك في رؤية العلماء الذين يطلق عليهم تعبير دعاة الإصلاح الديني، بعد ذلك يناقش المؤلف التيارات الفكرية في العالم الإسلامي الأوسع إذ يعتبر ان هذه التيارات المختلفة غذت الإصلاح الديني في دمشق. يركز المؤلف على جمال الدين القاسمي باعتباره الرمز الأبرز من رموز الإصلاح الديني، كما يعرج على عبدالحميد الزهراوي وعبدالرزاق البيطار وغيرهما. وهو بذلك يخصص دائرة بحثه ليدرس جذورها الاجتماعية ورد فعل العلماء المحافظين على هذه الدعوات الإصلاحية، مما دعا هؤلاء العلماء الى كسب التعاطف معهم عن طريق المراسلة مع المصلحين في مصر وبيروت والعراق والمغرب. بعد ذلك يتعرض المؤلف لعلاقة السلفيين مع العروبيين في السياسة ما بين أعوام 1908 - 1914 وما نتج من ذلك من أطروحات ومناقشات بحاجة الى الدراسة والتحليل.