بيروت، مانيلا - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - تعرضت الجهود العربية والدولية المبذولة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الثوار الفيليبينيين المسلمين، ومن بينهم اللبنانية ماري معربس، لبعض العراقيل المفاجئة أمس. لكن ذلك لم يمنع المصادر اللبنانية الرسمية من التأكيد على أن عملية الاطلاق ستتم بعد غدٍ الثلثاء "على أبعد تقدير". وكانت الآمال بإطلاق معربس تعززت في بيروت صباح أمس بعد أن أعلن السيد حكمت أبو زيد السكرتير الصحافي لرئيس الوزراء اللبناني سليم الحص ان وزير الكهرباء اللبناني سليمان طرابلسي يستعد للسفر إلى طرابلس ليبيا لاستقبال معربس اليوم الأحد التي ستطلق مع 20 شخصاً آخرين خطفتهم "جماعة أبو سياف" من منتجع ماليزي في 21 نيسان ابريل الماضي ثم نقلوا إلى جولو في جنوب الفيليبين. وذكرت أنباء صحافية ان المفاوض الليبي رجب الزروق، وهو مبعوث ليبي سابق لدى الفيليبين، استطاع تحقيق النجاح مع "جماعة أبو سياف" بعد أن دفعت طرابلس فدية قيمتها 25 مليون دولار. لكن الوسيط الليبي الموجود في مانيلا حالياً نفى هذا الموضوع قائلاً: "هذا غير صحيح، لن ندفع فدية". وقد استعدت بيروت لقرار إطلاق معربس الذي كان متوقعاً غداً بإعداد "طائرة خاصة يملكها رجل أعمال لبناني كانت ستقلع عند الساعة 30.13 ظهراً بالتوقيت المحلي لنقل الوزير طرابلسي ووفد إعلامي لبناني"، لكن الرحلة ألغيت في اللحظة الأخيرة بعد ورود رسالة من ليبيا. غير أن المصادر الرسمية اللبنانية أكدت ل"الحياة" ان الرئيس الحص كلّف الوزير طرابلسي متابعة قضية معربس، والتوجه إلى ليبيا لاستقبالها، على أن يسافر غداً الاثنين ترافقه والدة الرهينة السيدة ثروت معربس ووفد إعلامي. وقد وضعت السفارة الليبية في لبنان طائرة "تشارتر" تحت تصرفهم. وعلمت "الحياة" ان ماري ستتوجه مع والدتها الى باريس قبل الذهاب الى لبنان. وكان الحص تلقى اتصالاً هاتفياً من والدة معربس التي شكرت له جهده وجهد الحكومة اللبنانية لإطلاق ابنتها بمبادرة مشكورة من طرابلس الغرب. وقالت المصادر إن الافراج عن معربس كان متوقعاً بين أمس واليوم، لكنه ارجئ لأسباب تقنية ترافق عادة حالات مشابهة، وقد أكدت على ان الافراج سيتم الثلثاء على أبعد تقدير وان لا قلق على سير المفاوضات بين الوسيط الليبي والخاطفين. ونقلت وكالة "رويترز" عن السيد ميشيل معربس، والد ماري، الموجود في مانيلا منذ خطف ابنته قوله: "ربما كانت لدى حكمت أبو زيد أنباء لا أعلمها. نأمل في أن نسمع شيئاً قريباً، لكنني لا أعلم أي شيء أكثر مما هو موجود في الصحف". كما نقلت عن كبير مستشاري المفاوضين روبرت افنتاجادو، وهو مستشار الرئيس الفيليبيني جوزيف استرادا، تعليقه على أنباء بيروت "هذا غير صحيح. ليس هناك شيء يمكنني أن أبلغكم به". وقال إنه لا يتوقع أي عملية افراج قبل نحو أسبوع.