نادين غورديمير، الكاتبة الجنوب افريقية الفائزة قبل اعوام بجائزة نوبل للآداب، بدأت قبل مدة اهتماماً مفاجئاً بفن السينما، بلغ ذروته عبر مشاركتها في ندوة عن مستقبل الفن السابع اقيمت في فرنسا. فقدمت مداخلة لفتت الانظار اذ قال كثيرون ان صوت الادباء، غاب منذ زمن بعيد عن فن السينما، وها هي صاحبة جائزة نوبل 1991، تعيد هذا الصوت. ضمن اطار مداخلتها قالت غورديمير: "إن سينما امسنا، اي سينما القرن العشرين، كانت هي التي وضعت لهذا القرن تعريفاً يصفه بأنه عصر التلقي. وهذا ما جعلنا قادرين على وصفه بأنه عصر الصورة. فماذا عن سينما الغد؟ إن الغد هو اليوم، فكيف وضمن اي شروط دخله عصر السينما؟ وما هو في زمننا الراهن هذا، وضع الفن المحرك لعصر الصورة، اي فن السينما؟ بالنسبة الى السينما، وكما هو الامر بالنسبة الى بقية الفنون، ثمة سمتان حيويتان تتعلقان بما يشكل مستقبلنا: قوة الابداع، وقوة التجارة. وهاتان السمتان باتتا مترابطتين في شكل لم يعد لتركه من مجال. بالنسبة الى الابداع والمخيلة اسأل: هل ابداعية كاتب السيناريو والمخرج ومدير التصوير استنفدته امكاناتها في هذا النوع من الفن؟ وهل وصل الفيلم الى ذروة لا ارتفاع بعدها عبر كشفه ما هو قابل للرؤية؟ الحقيقة ان الرؤية الابداعية بحر لا ينضب، لا اول له ولا آخر بالنسبة الى اولئك الذين يعرفون كيف يعومون على امواجه الغامضة. والسينمائيون الذين يعرفون كيف يقبضون على هذه الرؤية عن طريق قوة المخيلة، سيجدون دائماً وسيلة التعبير الخاصة بهم، وسيعرفون دائماً كيف يجولون، في داخلهم ومن حولهم، التيارات العاطفية والسياسية والاجتماعية، صورة لعالم من المرجح ان الوعي فيه هو في طريقه الى التبدل في شكل اكثر جذرية من اي وقت مضى. ليس ثمة للفن من نهاية" هناك فقط اساليب جديدة للرؤية، اساليب لا نهاية لها".