هل صحيفة "الحياة" تدافع عن حقوق العرب في استعادة أراضيهم المحتلة من قبل العصابات الصهيونية منذ سنة 1948؟ أم أنها محايدة في الصراع العربي -الاسرائيلي؟ أم انها تقف في صف دعاة التطبيع والقبول بالكيان الصهيوني العنصري على أرض فلسطين؟ أطرح هذه الأسئلة بعد قراءة مقال الكاتب العفيف الأخضر، نشر في العدد 13619 الصادر في يوم الأحد 23 ربيع الأول 1421 ه/ الموافق 25 حزيران 2000، تحت عنوان "متى تتماهى سورية" مع العدو" ردد فيه الكاتب العديد من المغالطات المنكرة عن الكيان الصهيوني فبرأه من كل نقيصة وأسبغ عليه كل فضيلة! بدأ الكاتب الحديث عن قوة الاقتصاد وازدهار القطاع الخاص. فهل تستطيع العصابات الصهيونية في فلسطينالمحتلة إقامة اقتصاد قوي من دون المساعدات التي تنهال عليها من كل حدب وصوب؟ وماذا لو توقفت المعونات التي تخصصها الولاياتالمتحدة الأميركية لسنة واحدة فقط؟ هل يؤدي ذلك لانهيار الاقتصاد الصهيوني أم أنه سيبقى قوياً شامخاً؟ ثم عرج الكاتب على المجتمع المدني. فهل المجتمع الصهيوني الموجود على أرض فلسطين منذ سنة 1948 م والى الآن، مجتمع مدني أو عسكري؟ ألا يعلم الكاتب ان كل افراد هذا المجتمع مجندون للخدمة العسكرية، ما عدا من يلتحق منهم بالمدارس الدينية؟ هل تشكل قطعان المستوطنين التي ترتع في فلسطينالمحتلة منذ سنة 1948 م، وفي الضفة الغربية وغزة والجولان منذ سنة 1967م مجتمعاً مدنياً؟ ما لكن كيف تحكمون! ثم تباهى الكاتب بحداثة التعليم وحقوق الإنسان في الكيان الصهيوني. فهل يعلم الكاتب أم يجهل أن التعليم في فلسطينالمحتلة يقسم الى ثلاثة مناهج: تعليم لأبناء الصهاينة، وتعليم الدروز، وتعليم لبقية العرب؟... أما عن حقوق الإنسان التي يقول الكاتب أنها مصانة في الكيان الصهيوني. متى كانت حقوق الإنسان كفولة في هذا الكيان العنصري لليهود على قدم المساواة - لن أتحدث هنا عن المواطنين العرب؟ هل تساوي القوانين المعمول بها في الكيان الصهيوني بين اليهودي القادم من شرق أوروبا وغربها وبين اليهودي القادم من الهند وأثيوبيا؟ هل قبلت المستشفيات الصهيونية الى اليوم دماً من متبرع من يهود الفلاشا؟ أيها الخجل أين حمرتك؟ ومرة أخرى يصر الكاتب على مغالطة نفسه عندما يتحدث عن حرية الاعلام في الكيان الصهيوني. وكنت أرجو ان يزف الكاتب لنا البشرى بأن الصهاينة قد رفعوا الرقابة العسكرية المفروضة على وسائلهم الاعلامية! وأنهم توقفوا عن تطبيق قوانين النشر التي ورثوها عن سلطات الانتداب البريطاني على فلسطين! ثم ينحدر الكاتب الى هوة سحيقة عندما يتبجح أن سجون الكيان الصهيوني لا يوجد بها سجناء سياسيون ولا سجناء من دون محاكمة. الله أكبر... كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً. هل الصهيوني مردخاي فعنونو فانونو القابع في سجنه الانفرادي حوكم على جريمة جنائية أم جريمة سياسية؟ هل ينزل سمير قنطار وعبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني ضيوفاً على الكيان الصهيوني؟ أم أنهم سجناء سياسيون وبلا محاكمة؟ لقد كذب الكاتب وافترى في كل ما قاله حتى عندما تحدث عن خصوبة المرأة الصهيونية، وانخفاضها من 7 أطفال الى طفل واحد وأقل. فإذا كان هذا ينطبق على الصهيونية العلمانية المقيمة في حيفا وتل أبيب فإنه لا ينطبق على الصهيونية التلمودية التي تقيم في القدس والمستوطنات المنتشرة في كل أراضي فلسطين والجولان، فهذه الأخيرة تحرص على أن تنجب المزيد ولم تنخفض خصوبتها الى الحد الذي يقترحه الكاتب. ثم يعود الكاتب الى الأكاذيب الصريحة في حديثه عن اللجنة المحايدة التي شكلت إثر مذبحة صبرا وشاتيلا سنة 1982. فقط أرجو ان يعود الى قراءة التقرير النهائي لهذه اللجنة حتى يذكر للقراء ما هي العقوبة التي أنزلتها اللجنة بالسفاح شارون؟ وهل سمع الكاتب تعليق أحد الصحافيين الصهاينة أثناء حديثه لإحدى الفضائيات العربية قبل اقل من شهر على مثل هذه اللجان التي تشكل إثر المجازر التي ترتكبها العصابات الصهيونية ضد العرب؟ أما ما رواه الكاتب عن أحد قادة جيش الصهاينة وعدم تدخله في السياسة. فالكل في الكيان الصهيوني يعمل من اجل تحقيق الأطماع التوسعية ولا فارق في ذلك بين عسكريين وسياسيين.... الرياض - فرج الله احمد يوسف