سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قادة المعارضة في الخارج يبدأون اجتماعات في القاهرة قاطعها حزب الأمة . الميرغني : النضال مستمر لتفكيك دولة الحزب الواحد نور الدائم :"التجمع" أداة طيعة في يدي قرنق
} أكد رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض السيد محمد عثمان الميرغني ان المعارضة تؤيد جهود الحل السياسي الشامل للمشكلة السودانية، لكنه أوضح ان التجمع لن يتخلى عن نضاله من أجل "تفكيك دولة الحزب الواحد". وحمل الأمين العام لحزب الأمة السوداني المعارض الدكتور عمر نور الدائم بعنف على اجتماع التجمع في القاهرة الذي بدأ أعماله أمس، معتبراً انه بات "أداة طيعة في يدي الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. ووصف التجمع بأنه "جثة هامدة"، و"يعج بالتناقضات". بدأ في مقر وزارة الزراعة المصرية أمس اجتماع هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض برئاسة السيد محمد عثمان الميرغني. وشارك في الاجتماعات مساعد وزير الخارجية المصري السفير رفيق خليل ووفد من "التجمع" من داخل السودان. وقال الميرغني في بداية الاجتماع إن "موقف التجمع من الحل السياسي الشامل ثابت وأن التجمع متمسك بالخيار الذي ارتضته الشعوب السودانية وهو تحقيق الديموقراطية التعددية والوحدة الطوعية التي تستلزم مشاركة جميع السودانيين لتحقيق السلام العادل والشامل في كل ربوع السودان ووقف الحرب والدمار". وأكد الميرغني أن التجمع "لن يتخلى عن طريق النضال حتى تتحقق أهدافه في تفكيك دولة الحزب الواحد لمصلحة دولة الوطن الديموقراطية". وأكد ان التجمع يعمل من أجل تفعيل خيار الحل السلمي الشامل. وانتقد الميرغني نتائج اجتماعات اوسلو التي عقدها شركاء وساطة "ايغاد" ورفض الشركاء أي محاولة للتنسيق بين مبادرة "ايغاد" وبين المبادرة المصرية - الليبية. وقال إن "ما تم الاتفاق عليه في اوسلو لا يلبي تطلعات التجمع ولا يوفر إطاراً صالحاً لبلوغ غايات وأهداف الحل السياسي الشامل كما يراها التجمع". وأشار الميرغني الى أن ظروف الحرب بين اريتريا واثيوبيا فرضت إرجاء المؤتمر الثاني للتجمع الذي كان مقرراً ان يعقد في حزيران يونيو الماضي الى وقت آخر. وناشد الميرغني رئيس حزب الامة السيد الصادق المهدي وقيادات الحزب "تغليب المصلحة العامة على الانفعالات الشخصية والظرفية، وان لا يخلطوا بين الاستراتيجي من القضايا المتفق عليها تماماً والمتغير منها والتي تتيح قدراً من التباين بين الفصائل المكونة للتجمع". ورحب الميرغني بدعوة الرئيس السوداني عمر البشير لعقد ملتقى للحكومة والمعارضة خلال الشهر الجاري، وأكد أن هذه الدعوة يجب أن تتم عبر المبادرة المصرية - الليبية، وفي المكان الذي يتم الاتفاق عليه لكنه رفض أن يعقد الملتقى في الخرطوم. وقال إن اجتماع القاهرة يناقش "المستجدات المتلاحقة على الساحة السودانية وجهود الحل السياسي الشامل، ومسار التحرك المستقبلي للتجمع والإعداد لعقد المؤتمر الثاني ومناقشة رسالة البشير الى التجمع والدعوة الموجهة من ليبيا لهيئة القيادة للاجتماع في طرابلس". واطلع ممثل الحكومة المصرية السفير رفيق خليل اعضاء الهيئة على نتائج الاتصالات التي قامت بها مصر مع الحكومة السودانية والدول المعنية بالأزمة السودانية. وفي الخرطوم، حمل حزب الأمة المعارض على "التجمع الوطني الديموقراطي" وقلل من أهمية اجتماع القاهرة وأكد انه منع ممثله في "التجمع" في الداخل عبدالرحمن نقدالله من السفر الى مصر للمشاركة في الاجتماع. وشن الأمين العام لحزب الأمة الدكتور عمر نور الدائم أمس، هجوماً عنيفاً على "التجمع"، وقال ان حزبه "حدد موقفه النهائي من تجمع الخارج". ورأى ان التجمع "بات أداة طيعة في يدي الحركة الشعبية لتحرير السودان تحركه وفقاً لمصالحها في المنطقة". واعتبر ان "التجمع أصبح جثة هامدة لا تحرك ساكناً تجاه القضايا المطروحة على الساحة السودانية". وذكر ان "التجمع" فشل في عقد مؤتمره العام خلال الأعوام الخمسة الماضية وأنه "يعج بالتناقضات الداخلية". وقال ان عدم مشاركة ممثله في "التجمع" في الداخل عبدالرحمن نقدالله في اجتماع هيئة القيادة في القاهرة تم بناء على قرار من أجهزة الحزب. وتابع ان "من الطبيعي ان لا يشارك نقدالله في اجتماع لا يلتزم حزبه القرارات التي يصدرها". وأكد ان التجمع "قاد مؤامرة ضد حزب الأمة فقط لأن الحزب يسعى الى الحل السلمي ويرفض الحل العسكري الذي تتبناه الحركة الشعبية لتحرير السودان". وفي أسمرا، علم ان اتجاهاً قوياً برز في أوساط المعارضة السودانية يدعو الى استجابة الدعوة التي وجهها البشير الى عقد ملتقى تحضيري خلال شهر للتمهيد للمؤتمر الجامع. وقالت مصادر قيادية في "التجمع" ان المعارضة "تدرس خيار لقاء الحكومة"، وأكدت وجود "تيارات تدعم هذا الاتجاه، وتوقعت أن تشكل المعارضة لجنة تحضيرية في هذا الشأن". واعتبرت المصادر ان اللقاء سيكون "واحداً يدرس مع الحكومة اجراءات تهيئة المناخ للتفاوض ويضع جدول أعمال مؤتمر الحوار".