اعلنت قيادة "التجمع الديموقراطي" المعارض داخل السودان تمسكها بشكل الهيئة القيادية للتجمع في الخارج، مما يشير الى وجود اختلاف في المواقف مع حزب الامة الذي يرأسه الصادق المهدي الذي اعلن عدم اعترافه بهيئة قيادة التجمع. واعلن عبدالرحمن نقدالله القيادي البارز في حزب الامة موقف "تجمع" الداخل في مؤتمر صحافي عقده اول من امس في منزله موضحاً انه يتحدث بصفته القومية كرئيس للتجمع وليس كقيادي في حزب الامة، في محاولة لاظهار ان حزبه لم ينسحب من التجمع ومازال متمسكاً بمبادئه وطروحاته. وتلا نقدالله بياناً اصدره "التجمع الوطني الديموقراطي" جاء فيه ان التجمع يعتبر "اكبر صيغة تحالف سياسي عرفها السودان الحديث وهدفه اسقاط الحكومة وعودة الديموقراطية" واتهم البيان الحكومة بالعمل على بث الشقاق في صفوف التجمع، واكد تمسك "تجمع الداخل" بقرارات اجتماع هيئة القيادة في اسمرا في منتصف الشهر الجاري، التي تتلخص في الالتزام بالمبادرة المصرية - الليبية المشتركة، والدعوة الى دمجها او التنسيق بينها ومبادرة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد، والموافقة على تجميد حزب الامة في هيئة القيادة. واعلن تجمع الداخل تمسكه برئاسة محمد عثمان الميرغني للتجمع، وطالب الحكومة بالغاء ما اسماه القوانين المقيدة للحريات ووقف العمل بلائحة الطوارئ المعلنة، ودعا جماهير الشعب السوداني لمتابعة خطوات الحل السياسي و"تحويله الى معركة يومية لاجبار السلطة على استكمال خطوات تهيئة المناخ للحل السلمي". وسألت "الحياة" نقدالله سبب حملته المستمرة على سياسات الحكومة وتعديل صيغة الخطاب بشأن استكمال تهيئة المناخ الداخلي للحوار خصوصاً ان الحكومة خطت خطوات جادة في هذا المجال، فأجاب معترفاً بوجود خطوات انفراج وتحول نحو الحريات وقال: "الدليل على ذلك وجودنا هنا نتحدث ونهاجم ونعد لانتفاضة شعبية في حال فشل الحل السياسي، دون ان تعترضنا السلطة". واضاف "وكذلك سافرت مع بعض زملائي خارج البلاد وسمح لنا بذلك وعدنا"، لكنه استدرك ان هذه الخطوات الانفراجية ليست منّة من الحكومة انما هي خطوات انتزعناها انتزاعاً بنضالنا وجهادنا. وقال نقدالله ان تجمع الداخل لعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين اعضاء تجمع الخارج، واكد ان وجود مبارك الفاضل المهدي في امانة التجمع اصبح وضعاً شاذاً بعد اعلان حزبه واعلانه شخصياً عزمه العودة الى البلاد وقال: "لكن مبارك المهدي ازال الحرج حين تقدم باستقالته". واضاف: "نرفض بشدة اي دعوة للوفاق مع الحكومة او حزبها الحاكم تحت مظلة جبهة وطنية عريضة، ولكننا نقبل بتوسيع مظلة التجمع لتشمل بقية الفصائل السياسية التي كانت خارجه". وحذر نقدالله من ان كل الترتيبات لاندلاع انتفاضة شعبية تقتلع النظام اصبحت جاهزة، والشعب السوداني مهيأ لذلك، لكننا في التجمع نمسك ب"لجام الانتفاضة انتظاراً لنتائج الحلول السلمية، وقد نطلق اللجام في اي لحظة".