شاركت قوات الأمن القرغيزية والطاجيكية والأوزبكية في عمليات عسكرية لتطويق مجموعة مسلحة اختطفت رهائن بينهم اربعة يابانيين والقائد العام لقوات الأمن الداخلي في قرغيزستان، فيما دعت موسكو الى تعاون اقليمي لمواجهة "الأصولية الاسلامية والنزعات الانفصالية الدينية". قرر الرئيس القرغيزي عسكر اكايف امس الثلثاء اقالة وزير الدفاع ميرزاكان سوبانوف الذي اتهم ب"الاهمال" في مواجهة مجموعة مسلحة من 200 شخص سيطروا اول من امس على ثلاث قرى واختطفوا رهائن بينهم قائد قوات الأمن الداخلي اناربيك شامكييف وأربعة يابانيين، ولم يقدموا اي مطالب في مقابل الافراج عنهم. وفي حديث مع رئيس الوزراء الياباني كيدزو اوبوتي، اكد اكايف ان السلطات ستتخذ "كل ما يلزم" لاطلاق سراح المختطفين. وذكر ناطق باسم مجلس الأمن القومي في قرغيزستان ان معارك ضارية جرت ليل الاثنين - الثلثاء ونهار امس. وقال ان الجانبين تكبدا خسائر، لكنه شدد على ان القوات الحكومية تحجم عن القيام بعمليات مكثفة لتفادي إلحاق الأذى بالرهائن. واشارت وكالة الأنباء الأوزبكية الى ان طشقند وافقت على المساهمة في العمليات وتقديم "غطاء جوي". وأشارت الى ان المجموعة المهاجمة تضم اوزبكيين وطاجيكيين وعرباً وبشتونيين. وذكرت انهم يستخدمون الانكليزية للتخاطب في ما بينهم. وحذرت الوكالة من "داغستان ثانية" اذا لم يتم احتواء الأحداث. ورجّح خبير في شؤون آسيا الوسطى تحدثت اليه "الحياة" ان تكون المجموعة التي سيطرت على مناطق في مقاطعة اوش الجنوبية تنتمي الى "تيار متطرف، سبق وان حارب في افغانستان ثم في طاجيكستان ضد حكومتهما المركزية، ولكنه انسحب من الأخيرة بعد صدور قرار بنزع سلاح الميليشيات في اطار اتفاق للمصالحة الوطنية". ومعلوم ان "المثلث" الحدودي بين طاجيكستان وقرغيزيا وأوزبكستان شهد عمليات عديدة اخيراً. وقبل ثلاثة اسابيع، قام 20 مسلحاً بأسر ضباط من الأمن الداخلي القرغيزي. وذكرت صحيفة "نيزانيسيمايا غازيت" ان سراحهم اطلق في مقابل فدية قدرها 50 ألف دولار. وفي مطلع الشهر الجاري، قصفت طائرات أوزبكية مواقع على الأراضي الطاجيكية، ما دفع دوشانبه الى الاحتجاج. ولكن طاجيكستان لم تعمد الى التصعيد بعدما اتضح ان هدف الطائرات كان مجموعات مسلحة تتحرك داخل "المثلث". القمة الخماسية وتزامنت الأحداث الاخيرة مع قمة "خماسي شنغهاي" التي تبدأ اعمالها اليوم في بيشكيك. واتخذت اجهزة الأمن اجراءات اضافية لحماية رؤساء الصينوروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان الذين وصلوا الى بيشكيك امس. وفي موسكو، أشار مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية سيرغي بريخوركو الى ان لقادة الدول الخمس مصلحة مشتركة في "ردع الأصولية الاسلامية والنزعات الانفصالية الدينية". و أشار خبراء في شؤون آسيا الوسطى الى ان الصين يمكن ان تنضم في صورة مباشرة او غير مباشرة الى الاتفاق الذي ابرمته روسيا وطاجيكستان وأوزبكستان وقرقيزيا لمواجهة "التطرف الاسلامي" وذلك في محاولة لمنع اي ترابط بين الحركات الدينية في آسيا الوسطى والحركة الاسلامية لدى "الاويغوريين" في الصين.