دعا قادة الدول المشاركون في قمة "خماسي شنغهاي" الى انشاء منطقة خالية من السلاح النووي. واتفقوا على "التصدي لمظاهر الانفصالية والتطرف الديني". وطالبوا بقيام عالم متعدد الأقطاب، فيما اكد الرئيس الروسي بوريس يلتسن انه "مستعد للقتال ضد الغربيين". حضر قمة "خماسي شنغهاي" التي انعقدت في العاصمة القرغيزية بيشكيك امس الاربعاء، رؤساء الصينوروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزيا. وأكدوا في بيان ختامي ان "التعددية القطبية هي التوجه العام لتطور العالم المعاصر". واتفق الرؤساء على تطوير التعاون السياسي والاقتصادي والأمني والتصدي ل"مظاهر الانفصالية القومية والتطرف الديني". ورأى مراقبون ان هذه الفقرة قد تكون مؤشراً الى احتمال قيام اعضاء "الخماسي" بعمليات مشتركة ضد ما سمي ب"الاصولية الاسلامية" في آسيا الوسطى وفي الصين التي كانت واجهت انتفاضات الاديغوريين. والتزم كل من الدول الخمس بمنع "اي نشاط يضر بسيادة وأمن اي من الدول الاخرى" العضو في الخماسي. وقد يكون هذا الاتفاق تمهيداً لإزالة خلافات بين دول المنطقة التي تبادلت اتهامات في شأن ايواء عناصر المعارضة. وأيد الرئيس الروسي ونظيره الصيني جيان زيمينغ انشاء منطقة خالية من السلاح النووي في اسيا الوسطى والتمسك باتفاقات خفض التسلح وسحب القوات من المناطق الحدودية. ولاحظ المراقبون ان يلتسن استخدم لهجة عنيفة في حديثه عن "محاولات بعض الدول بناء نظام دولي مريح لها وحدها". وفي حديثه الى الصحافيين، اشار الى انه "في مزاج جيد بعدما لم يبق لديه شيء من متاعب مرض القلب ومستعد للقتال ضد الجميع وخصوصاً الغربيين". وأوضح وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان الرئيس الدولي كان يعني انه مصمم على "التصدي لمحاولات بناء عالم ذي قطب واحد". وأضاف ان ثمة مساعي تبذل في هذا الاتجاه "وستكافح روسيا لوقفها". وعقد على هامش القمة لقاء بين يلتسن وزيمينغ بحثت خلاله "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين. وذكر مساعد يلتسن للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو ان الزعيمين اتفقا على العمل سوية "لبناء التعددية القطبية" في القرن العشرين. ووافقت موسكو على تزويد بكين طائرات متطورة من طراز "سوخوي 30" وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين. ورغم تأكيد كل الاطراف على ان "الخماسي" ليس موجهاً ضد احد الا ان المراقبين لاحظوا انه يمكن ان يصبح نواة لتكتل آسيوي جديد.