أعتلت ثلاثة طواقم محلية منصة التتويج في ختام مارلبورو رالي لبنان الدولي ال24، الجولة الخامسة من بطولة الشرق الأوسط، وتزعمها ثنائي مارلبورو روجيه فغالي وزياد شهاب على متن "لانسيا دلتا اش ا من انتيغرالي - أ". وفرض فغالي وشهاب سيطرتهما المطلقة على غمار المنافسة في اليوم الثاني، اثر انسحاب جان بيار نصرالله وجوزف مطر على متن "تويوتا كورولا WRC". وحل ثانياً عبدو فغالي ومارك حداد على متن "ميتسوبيشي لانسر"، واحرزا لقب المجموعة "ن" وجاء ثالثاً فيليب قازان وغسان بجاني على متن "رينو كليو وليامس - أ". وأكمل السباق البالغة مسافته الاجمالية 050،841 كلم من ضمنها 780،288 كلم موزعه على 29 مرحلة خاصة بالسرعة على طرقات معبدة، 18 طاقماً من اصل 31 انطلقت صباح الجمعة الماضي. واللافت ان توقف نصرالله ومطر حصل في المنطقة ذاتها التي شهدت انسحابهما العام الماضي. وجاءت السيطرة المحلية على المراكز الثلاثة الأولى للمرة الأولى منذ 1995، في وقت اكد روجيه فغالي ارتقاءه التدريجي بعدما حلّ سادساً في هذا السباق 1997، ورابعاً 1998، وثانياً 1999، كما كرّس وشقيقه عبدو احتكارهما لزعامة بطولة لبنان هذا الموسم... اذ تفصل بينهما 50 نقطة في الترتيب الموقت، ولم يبقَ سوى رالي الأرز ورالي الربيع ثم رالي لبنان، وبذلك يسجل عبدو فغالي نقاطه الأولى في بطولة الشرق الأوسط. وفي حال تمكن شقيقه روجيه وملاحه زياد شهاب من الفوز في رالي الارز يحتفظان بلقب بطولة لبنان للمرة الرابعة على التوالي، وهو رقم قياسي، ويكونان أول ثنائي يحصد سباقات الموسم بكاملها. وجاء انتصار ثنائي مارلبورو نتيجة التصميم والتركيز الكبيرين في الدرجة الاولى، وأحسن استغلال خروج "الكبار" المزودين بسيارتين متطورتين تقنياً. وأوضح فغالي ل"الحياة" انه خطط وزياد شهاب الى بلوغ منصة التتويج في مارلبورو رالي لبنان، "واختيارنا سيارة لانسيا من المجموعة "أ" كان لتحصيل الخبرة والتمرس والتطور، خصوصاً واننا لم نتمكن من اقتناء سيارة من فئة WRC نظراً للكلفة الباهظة. كنا ندرك انه من الصعب جداً احرازنا المركز الأول. ما حصل حلم كبير، ولا يمكن المقارنة بين سيارتنا وسيارتي محمد بن سليم فورد فوكس ونصرالله تويوتا كورولا، وكان منطقياً ان تصب الترجيحات في مصلحتهما، لكن للأسف خرجا من المنافسة، ما افقدها كثيراً من بريقها... والاثنان باركا لنا واثنيا على ادائنا، خصوصاً وإننا لم نكن بعيدين عنهما زمنياً". ولفت روجيه فغالي الى ان لانسيا دلتا سيارة عجوز بلقب شاب "انها من الجيل الأخير للانسيا اي انتاج 1992، والتطوير الذي ادخل عليها قام به فريق استرا وليس المصنع، وهي لا تتضمن اي تكنولوجيا موجودة في سيارات الراليات العالمية... شبابية لانها تعكس تركيزاً وتصميماً في قيادتنا، لكن مجرد ان تمر مثل هذه السيارات بالقرب منك او تنخرط في تعقيدات وتوصيلات محركاتها تدرك الفارق وتصيبك الرهبة". وتابع فعالي "طيلة الرالي لم نتعرض لمتاعب ميكانيكية والفريق المواكب لنا يُتكل عليه، من هنا فإن فوزنا يأتي وليد العمل الجماعي وحسن اختيار المعاونين، خصوصاً اننا نخطط لجمع نقاط الموسم بكامله". ولفت فغالي الى ان المسؤولية كبرت بعد خروج بن سليم ونصرالله "شعرنا ان المراحل السبع الأخيرة هي اطول من السباق نظراً الى حذرنا الشديد. قدنا بتعقل مع المحافظة على وتيرة مقبولة من السرعة... وفي مراكز الصيانة والخدمة كنت أتأكد بنفسي ان كل شيء على ما يرام خشية ان تحدث مفاجأة تعكر ما نحن مقبلون عليه". وشكر فغالي ملاحه "الواعٍ جداً. انه عيناي في السباق" وتمنى ان يفتح هذا الفوز امامهما آفاقاً جديدة. مشدداً على أن انتظاره لطفله الأول بعد أشهر قليلة لن يحدّ من حماسته للسباقات، "طالما نحن ننافس بتعقل". وسرّ روجيه لنتيجة شقيقه عبدو، وقال ان التنسيق كان قائماً بينهما "فنحن اشقاء قبل أي شيء آخر". ووصف زياد شهاب التجربة بأنها الأصعب "الكل يحمل الملاح مسؤولية تهدئة السائق وترشيد حماسته. لكن روجيه مميز دائماً، وحين تيقنا ان الفوز بات في جعبتنا، تخلينا عن اي مجازفة لكننا لم نخفف من سرعتنا، والتركيز الدائم ضروري لأنه يمثل الحذر الواجب والانتباه المطلوب من اي مفاجآت على المسار، حجارة حصى من مخلفات سيارات اخرى، قد تسبب الانزلاق والخروج عن المسار". وحين وصل عبدو فغالي كاد ينفجر باكياً من شدة الضغط الذي تحمله في المرحلتين الأخيرتين من المنافسة، بعدما تعطل جهاز السرعة في سيارته، وأكمل المسار على السرعة الثالثة، وخشي كثيراً ان تتوقف السيارة ويذهب جهد يومين هباء، وتذكر ما حصل معه العام الماضي، حين كان ينافس بقوة على لقب المجموعة "ن" و"حرق" محرك السيارة رينويكو ويليامس، فتوقف قبل بلوغ نقطة رسم البطاقة التقنية في نهاية اليوم الأول. وأوضح عبدو ان الشدّ العصبي انتابه وملاحه مارك حداد "وانسحابنا كان يعني توقفنا عن المنافسة في بطولة لبنان حيث سيحسم الأمر في رالي الأرز، قدنا السيارة نحو 80 كلم على السرعة الثالثة في اليوم الأول عند الانطلاق، تمنيت ان تصل ثلاثة طواقم لبنانية أولى عند خط النهاية. وكنت اعني اعز اصدقائي جان بيار نصرالله وشقيقي روجيه وانا، ولم يوفق نصرالله، وابارك لشقيقي الذي لم يخطئ ابداً. وأساساً لا استطيع منافسته في سيارة من المجموعة "ن"... لكن الآن اتطلع الى كسر الروتين والتغلب عليه". وكشف عبدو انه نسق مع شقيقه "واتفقنا الا نضغط بعدما ضمنا المركزين الأول والثاني". وبين الطواقم ال18 التي صمدت حتى نهاية السباق الاردنيتان نافيس المجالي ونادية شنوده على متن فورد سييرا كوزروث من المجموعة أس، واحرزتا كأس السيدات. بلغت الحسناوتان خط النهاية في المركز ال17 في أولى مشاركاتهما الخارجية وعلى طرقات معبدة، وعانتا، كما اوضحتا، من الطرقات الزلقة خصوصاً عند اشتداد الحرارة ظهراً... وهما دخلتا اجواء السيارات من خلال تطوعهما كمراقبات على الطرقات في السباقات المحلية، وشكلتا فريقاً مطلع هذه السنة، وتتطلعان الى التمويل والدعم، كما سبق ان خاضتا عدداً من سباقات السرعة وتسلق الهضبة. والى جانب حرارة المنافسة على الطرقات، كانت اللجنة المنظمة منشغلة بتقديم افضل الخدمات الادارية والتنظيمية خصوصاً ان مارلبورو رالي لبنان مرشح ليصبح جولة من بطولة العالم، وفي هذا الاطار تأتي تقارير مندوبي الاتحاد الدولي دقيقة ومشددة... وأمس ناقش المسؤولون والمراقب الدولي الهندي نذير حسين ملاحظات عدة دوّنها خلال جولاته... واذا كان المراقبون والمندوبون عموماً لا يكشفون عن مشاهدتهم، فان ما لمس من خلال احاديث حسين ان بعضاً من الجوانب التنظيمية في السباق اللبناني تقارب مثيلاتها في رالي استراليا صاحب التنظيم النموذجي في بطولة العالم. وأوضح مدير الرالي زياد جاموس ل"الحياة" ان التطوير عمل دائم في مجال الراليات "والاتحاد الدولي مطلع على مدى تفوقنا في هذا المجال على صعيد الشرق الأوسط. وتبقى الكلمة الفصل مرهونة بجوانب اخرى تحيط بسياسة الاتحاد الدولي". بدوره كشف جاك صالحه منسق اللجنة الرياضية الوطنية ان الوفد الذي زار رئيس الجمهورية اميل لحود وضم رئيس لجنة الراليات في الاتحاد الدولي شيكتار ميتا ومدير فريق برودرايف ديفيد ريتشكارو أكدّ ان نية الاتحاد توسيع رقعة راليات بطولة العالم خارج أوروبا... ولبنان محطة اساسية في الشرق الأوسط خصوصاً، عندما يقررون ذلك". وسألت "الحياة" ديفيد ريتشارد عن انطباعاته الأولى، فأعرب عن سروره بالأجواء والاهتمام بمثل هذا الحدث، لكنه لفت الى ضرورة ان يشمل مارلبورو رالي لبنان مناطق جديدة "الجنوب مثلاً، المهم ان يتضمن 400 كلم مراحل خاصة بالسرعة". واللجنة المنظمة كانت في هذا الوارد اساساً ولا سيما بعد الانسحاب الاسرائيلي، حيث ان نسخة 2001 ستمتد على بقعة كبيرة من الشمال والجنوب. وهذا طبعاً في حاجة الى اعداد منذ اللحظة خصوصاً في ما يتعلق برسم خرائط الطرقات ومتفرعاتها. وريتشارد، مالك حقوق النقل التلفزيوني لجولات بطولة العالم، بحث خلال زيارته السريعة الى لبنان مع رئيسي مجلسي ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال بيار الضاهر والمستقبل الدكتور نديم الملا تسويق هذه الحقوق في الشرق الأوسط من خلال لبنان وطبعاً وفقاً للشروط الأفضل"... مؤكداً ان اقامة جولة من جولات بطولة العالم في لبنان يعزز هذا التوجه. بطل الشرق الأوسط الاماراتي محمد بن سليم قال إن ما فعلته حتى الآن اللجنة المنظمة لرالي لبنان مشرف جداً "ويبقى للاتصالات والعلاقات العامة الدور المهم لدعم الترشيح اللبناني وهذا واجب اندية السيارات كلها في الشرق الأوسط، وواجب كل منا مواكبة هذا الدعم ضمن الامكانات المتوافرة". وعلمت "الحياة" ان الجانب اللبناني طلب امس من ممثلي اندية السيارات في الشرق الأوسط الذين عقدوا اجتماعهم في النادي اللبناني للسيارات والسياحة، توقيع كتاب دعم ليرفع الى الاتحاد الدولي ضمن القسم الثاني من ملف الترشيح الذي سيناقش في 24 آب اغسطس المقبل.