أكد موفد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن اكتمال التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان بعد إزالة آخر خرق، أمس، على أثر عقده اجتماعاً موسعاً في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة سليم الحص. وحضر الاجتماع، عن الجانب اللبناني الأمين العام لوزارة الخارجية السفير زهير حمدان والمدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد والسفير يحيى محمصاني والعميد أمين حطيط والعقيد عماد عنقة من قيادة الجيش اللبناني، وعن الجانب الدولي الموفد المرافق للارسن. وقال لارسن على الأثر: "إن نائب قائد قوة الأممالمتحدة الموقتة في لبنان الجنرال جيمس سيرنن عرض تقريراً عن الخروق الإسرائيلية للخط الأزرق، وخلال الاجتماع تم تحديد خرق واحد متروك، وبينما كان الاجتماع منعقداً عولج، ويمكن قوات الطوارئ الدولية أن تعلن عدم وجود أي خرق للخط". وأشار الى "أن رئيسي الفريقين اللبناني والدولي سيحلقان بعد الظهر امس معاً على طول الخط للتحقق من معالجة الخروق". وقال "إن قوات الطوارئ باتت قادرة الآن على إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بالوصول الى وضع صفر بالنسبة الى الخروق". وأوضح أن أنان "خلال زيارته بيروت اتفق مع الرئيس لحود على أن الوصول الى النقطة الصفر يعني أن على قوات الطوارئ الدولية أن تعيد انتشارها في الجنوب". وتوقع "أن يعلن أنان في وقت متقدم اليوم امس من نيويورك بياناً في هذا الشأن". وأضاف "بكلمات عملية فإن قائد القوات الجنرال سيث - كوفي أوبينغ ومسؤولاً عسكرياً رفيعاً في الجيش اللبناني سيناقشان خطة عملانية لإعادة انتشار قوات الطوارئ، وقوات مشتركة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وسيتابع الجتماع غداً بناء على تفاهم مشترك على طريقة التحرك والعمل على تحضير الأرض لإعادة الانتشار لتتم العملية بعده". وتوقع أن يصدر الأمين العام أوامره الى قوات الطوارئ قريباً. وشكر للحود والحص وحمدان ومحمصاني والسيد وحطيط وفريقه "تعاونهم وعملهم الممتازين، اللذين سيعززان في المستقبل تعاوننا على مستوى قوات حفظ السلام وعلى المستوى السياسي". وقال "إن الأممالمتحدة ستواصل دعمها للحكومة اللبنانية من خلال عمليات حفظ السلام على المستوى السياسي، وستواصل جهودها التنموية في الجنوب مع الدول المانحة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والبنك الدولي". ورداً على أسئلة الصحافيين، أشار لارسن الى "أن هناك نظاماً لمراقبة الخط الأزرق، وأن قوات الطوارئ ستستمر في الرصد وفقاً للقواعد اليومية، وسنتطرق حيال أي مسألة مع السلطات اللبنانية بالنسبة الى أي خروق ستلحظ في التقرير، وستبلغ قوات الطوارئ الأمين العام للأمم المتحدة بأي خرق ليبلغه بدوره الى مجلس الأمن". وعقب المحادثات مع لارسن التي استمرت ساعتين، صدر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية بيان أشار الى "استعراض وضع الخروق الإسرائيلية، وأشار لارسن الى أن هناك خرقاً أخيراً تعمل الأممالمتحدة على التأكد من إزالته حتى مساء اليوم امس واقترح تبعاً لذلك أن يتم الاجتماع مع قيادة الجيش مساء اليوم امس لدرس خطة الانتشار لقوات الطوارئ التي أعدها قائدها. وقد طلب الجانب اللبناني إعادة التحقق بعد ظهر اليوم امس لتتم الموافقة على الخطوات اللاحقة، وبالاستناد الى الدراسة التي ستجريها قيادة الجيش على خطة انتشار الطوارئ، وأثار الجانب اللبناني موضوع تحفظ لبنان عن الخروق بين الخط الأزرق والحدود الدولية، مؤكداً متابعة الموضوع مع الأممالمتحدة الى حين معالجتها". وأضاف البيان الرئاسي "أن الجانب اللبناني أثار قضية الرهائن اللبنانيين في السجون الإسرائيلية مشدداً على أنها جزء من الانسحاب وينبغي للأمم المتحدة العمل على حلّه"... وكرر لارسن بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن أنان سيعلن في وقت لاحق إزالة الخروق وأوضح أنه بحث مع بري في أهم المواضيع على مفكرة الأممالمتحدة في شأن الملف اللبناني وخصوصاً ما يتعلق بتعزيز الجهود الإنمائية لتحسين شروط العيش لأبناء الجنوب. وأكد أنه سيعقد في هذا الإطار سلسلة اجتماعات مع مسؤولي البنك الدولي.