انتقلت المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق مجدداً الى مناطق استخراج النفط في جنوب السودان. واعلن ناطق باسم قرنق ان معارك ضارية بدأت اول من امس ولا تزال مستمرة في منطقة هجليج الغنية بالنفط في ولاية البانتو غرب اعالي النيل. وفي غضون ذلك، اوفدت الحكومة السودانية امس وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح الى أسمرا لنقل رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير الى نظيره الاريتري اساياس افورقي، وذكرت صحف سودانية ان الرسالة تتعلق بأمن الحدود المشتركة بعد تردد معلومات عن حشود عسكرية اريترية على الحدود. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الجناح السياسي للجيش الشعبي السيد ياسر عرمان في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" باسمرا امس، ان قافلة حكومية حاولت الهجوم على قوات "الجيش الشعبي" اول من امس واشتبكت معها في منطقة هجليج التي تعتبر واحدة من المناطق الرئيسية لانتاج النفط في جنوب السودان. واضاف ان المعارك بين الجانبين استمرت امس بضراوة، ووصفها بانها "امتداد للمعارك التي يخوضها الجيش الشعبي منذ نيسان ابريل الماضي وحتى اليوم، والتي فقدت القوات الحكومية خلالها اكثر من الف قتيل". وأوضح ان قوات "الجيش الشعبي" اعادت تنظيم صفوفها في المنطقة بقيادة القائد بيتر غاديت، "وان الهدف النهائي لقواتنا هو إغلاق آبار النفط في كل منطقة البانتو". وأشار الى ان "انتاج النفط في ظل النظام الحالي سيطيل امد الحرب وسيعمل على زعزعة الاستقرار الداخلي والاقليمي لأن عائداته تُوظف لمصلحة مشروع الجبهة الاسلامية". وأكد في الوقت نفسه "تأييد الحركة الشعبية لانتاج النفط عندما يتم توزيع عائداته على كل السودانيين بعد انتهاء الحرب". وأشار الى ان "الجيش الشعبي استطاع، في المعارك السابقة، إقفال ست آبار نفطية في منطقة بانتيو هي الآبار الرقم 5 و6 و9 و10 و13 و16 منذ الخامس من حزيران يونيو الماضي. كما سيطر على مثلث النفط في منطقة الامبول واولو ومبان. وكذلك صار موقع عدرائيل النفطي ضمن المناطق المحررة". وأكد: "أن الهجوم الصيفي الذي شنته القوات الحكومية فشل في شرق السودان وبحر الغزال ومنطقة النيل الازرق وغرب اعالي النيل -بانتيو". وفي الخرطوم، ذكرت صحيفة "الانباء" الحكومية امس ان ولاية كسلا في شرق البلاد المتاخمة للحدود مع اريتريا اعلنت التعبئة العامة لصد هجوم اريتري متوقع. لكن أسمرا نفت رويترز وجود حشود لقواتها، واعتبرت الخطوة السودانية "لا مبرر لها" واكدت عدم حصول تغيير في الوضع العسكري على الحدود. وتزامن ذلك مع ايفاد الحكومة السودانية وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح الى أسمرا. ولم يصدر في الخرطوم أي اعلان رسمي عن الحشود العسكرية الاريترية على حدود البلاد الشرقية، لكن التلفزيون الحكومي بث برنامجاً اتهم خلاله اريتريا بالتخطيط لتنفيذ عمليات انتقامية ضد السودان تحت ذريعة دعمه اثيوبيا في حربها ضد اريتريا. إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الصحافي الدولي" السودانية امس، ان اريتريا تستهدف شل قدرات ميناء بورتسودان على البحر الاحمر، وتعطيل الخط الذي يُنقل عبره النفط السوداني وقطع الطريق القومي بين الخرطوم والميناء الرئيسي للحيلولة دون استغلاله واستخدامه من قبل اثيوبيا. ونفى الناطق الرئاسي الاريتري يماني غبري مسكل الاتهامات وقال ل"رويترز": "ليس هناك حشد للقوات ... العلاقات طبيعية بين الحكومتين الاريترية والسودانية. ليس لدينا أي مشكلة حدودية مع السودان". واضاف ان زيارة الوزير صالح الى اسمرا على رأس وفد رفيع المستوى هي في جزء منها "مجرد تبادل معتاد لوجهات النظر" بين البلدين. وزاد: "حقيقة وجود وفد على مستوى رفيع في أسمرا تؤكد وجود علاقات طبيعية".