اكدت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها العقيد جون قرنق ان قواتها قتلت 83 عسكرياً من الجيش السوداني واصابت 200 آخرين بجروح في معارك جرت جنوب النيل الازرق. واضافت ان قواتها صارت على بعد ثمانية كيلومترات فقط من إحد مواقع التنقيب عن النفط التي تقول الحكومة انها ستبدأ في ضخّه بعد ثلاثة اشهر. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر سعيد عرمان من مقره في اسمرا في اتصال هاتفي ل "الحياة" امس ان قوات "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذراع العسكرية للحركة "اصبحت اليوم اكثر قرباً من موقع عدارئييل جنوب اعالي النيل قرب اولو وملكال، وهو ثاني اهم موقع للتنقيب عن النفط بعد بانتيو، وتعمل فيه شركة النفط الوطنية الصينية وشركة آخرى ماليزية للتنقيب عن النفط". وحذر عرمان هاتين الشركتين وشركات اخرى من احتمال تعرض العاملين لديهما لمخاطر من جراء المعارك المندلعة في المنطقة، وطلب منهم إخلاء كل المواقع التي ينفذون فيها مشاريع نفطية "لان النفط ملك للشعب السوداني كله ويجب استثماره لمصلحته لدى قيام حكومة ديموقراطية" في الخرطوم. واكد ان قوات "الجيش الشعبي" استطاعت يومي الجمعة والسبت الماضيين صد هجوم للقوات الحكومية وفك حصارها الذي كانت ضربته حول مدينة اولو "المحررة" جنوب شرقي الدمازين. واشار الى ان "القوات الحكومية كانت حشدت 22 كتيبة في هذا الهجوم الذي قتل خلاله 83 عسكرياً حكومياً بينهم تسعة ضباط، اذكر منهم الرائد محمد احمد سالم والرائد بابكر حسن صديق والنقيب عماد الدين والملازم مرتضى محمود والملازم محمد منصور والملازم مبارك محمد. كما جرح 200 عسكري بينهم ستة ضباط، وتم تدمير دبابتين من طراز تي - 55، واستولينا على اثنتين اخريين". وذكر ان الحكومة السودانية ربطت بين الحرب الحدودية الاريترية - الاثيوبية الجارية منذ أيار مايو الماضي وبين الحرب المندلعة في جنوب السودان. وقال: "ان هزيمتها في اولو اكدت ان الحركة الشعبية تقاتل بتمويل ذاتي ولا تعتمد في حربها على اي من اثيوبيا او اريتريا". وزاد انه "سبق للحركة الشعبية ان صدت هجومين مماثلين، استمر الاول من آب اغسطس الى كانون الاول ديسمبر الماضي على مدينتي الكرمك واولو، والثاني في كانون الثاني يناير الماضي على الموقع نفسه". وقال "ان الحكومة السودانية كانت تهدف من وراء هذه الهجمات الثلاثة تحقيق هدفين عسكريين هما اولاً، حماية مواقع التنقيب عن النفط وضمان استخراجه. وثانياً استعادة مدينتي الكرمك وقيسان اللتين تسيطر عليهما "الحركة الشعبية" منذ العام 1997 وهما اكبر مدينتين بعد الدمازين تسيطر عليها الحكومة في منطقة جنوب النيل الازرق". وعلمت "الحياة" ان هيئة قيادة الجيش السوداني اجتمعت مساء أمس لعرض الموقف في منطقة أولو. ومن المتوقع اصدار بيان عن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة عقب الاجتماع. وأفادت مصادر مطلعة ان الجيش السوداني كان يحاصر منطقة العمليات منذ شهرين قبل ان تقع في قبضة "الجيش الشعبي لتحرير السودان". وحاولت القوة العسكرية الدخول إلى المنطقة، لكنها ووجهت بدفاع قوي ما أدى إلى خسائر كبيرة بين الطرفين. وأضافت المصادر ان الأرقام التي أعلنها "الجيش الشعبي" فيها الكثير من المبالغة.