قالت الخرطوم انها تلقت اشارات من القاهرة وطرابلس الى تفهمهما دعوة الرئيس عمر البشير الى الملتقى التحضيري للحوار. وفيما أكد مسؤول سوداني ان نحو 800 عنصر من قوات المعارضة المسلحة سلموا أنفسهم الى السلطات في ولاية كسلا على الحدود مع اريتريا، تظاهر طلاب في جامعة ام درمان احتجاجاً على منعهم من النشاط السياسي. اكد والي كسلا على الحدود السودانية - الاريترية ابراهيم محمود ان عدد أفراد المعارضة السودانية المسلحة الذين وصلوا الى ولايته من اريتريا بلغ 800 معارض ينتمون الى فصائل المعارضة الشمالية والجنوبية، مشيراً الى ان 220 من قوات حزب الأمة و49 من قوات الحزب الاتحادي الديموقراطي وصلوا الى السودان من أثيوبيا أخيراً. وقال محمود: "ان العائدين يجدون معاملة حسنة من السلطات المحلية. ويتم ايواؤهم ومعالجة مشكلاتهم الشخصية ونقلهم الى أسرهم توطئة لدمجهم في المجتمع المدني". وبحث محمود مع مندوبة المفوضية الشامية لشؤون اللاجئين من شرق افريقيا اديمو كاراكواه التي تزور السودان في عودة اللاجئين الاريتريين الى بلادهم بعد وقف الحرب مع اثيوبيا. وقال ان الاريتريين ما زالوا يتدفقون على ولايته. ووصف حركة العودة الى اريتريا بالبطء الشديد. على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم الحكومة السودانية وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين ان بلاده تلقت اشارات من القاهرة وطرابلس تتضمن تفهم الدعوة الى عقد الملتقى التحضيري للحوار. وقال: "ان الحكومة تدرس اتخاذ الخطوات العملية لعقد الملتقى والاتفاق مع الآخرين في شأن اجراءات عقده، مثل تمثيل الاحزاب والتنظيمات فيه ورئاسته وجدول أعماله". واقترح صلاح الدين، في لقاء جمع قيادات الحزب الحاكم مع رؤساء الاحزاب المسجلة غاب عنه زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي الدكتور حسن الترابي، ان يشمل جدول الاعمال قضايا السلام والديموقراطية ونظام الحكم والتنمية الاقتصادية. وتعهد تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في الملتقى "سواء كان تعديلاً للدستور او انشاء آليات تضمن تنفيذ الاتفاق النهائي". ورأى وزير الاعلام ان اشارات صدرت من زعيم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض السيد محمد عثمان الميرغني وقوى سياسية اخرى "تطمئن الى تفهم خطوة الحكومة، باستثناء الحركة الشعبية لتحرير السودان التي أصدرت اشارات متناقضة". وقررت الحكومة، في اجتماع لجنة الوفاق والسلام الذي رأسه البشير امس الشروع فوراً في اجراء اتصالات مباشرة مع القوى السياسية في داخل البلاد وخارجها. واكدت الحكومة "ان الاتصالات بالقيادات السياسية ستكون عبر أعلى المستويات في الدولة رئاسة الجمهورية... وستطرح اقتراحات غير ملزمة". الى ذلك، أدت تظاهرة طلابية في كلية النصر التقنية في أمدرمان، ثاني مدن العاصمة السودانية المثلثة، الى تهشيم خمس سيارات وأضرار لحقت بغرف واجهزة في الكلية الجامعية. وتدخلت الشرطة لاحتواء التظاهرة مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات، وتم حجز طلاب لدى الشرطة افرج عنهم لاحقاً. وقال مصدر مسؤول في شرطة الخرطوم ان أسباب التظاهرة ادارية بحتة وليس لها أبعاد سياسية. لكن طلاباً في الكلية اكدوا ان صراعاً بين ادارة الجامعة وبعض الطلاب تحول معركة سياسية بسبب منع الادارة الطلاب من ممارسة نشاطهم السياسي. واعتبروا ذلك انتقاصاً من حرياتهم السياسية، وحملوا إدارة الجامعة مسؤولية ما حدث.