العمل في مجال الانترنت ادى الى بروز نوع جديد من الشخصيات لها ملامحها الخاصة والمميزة، وتختلف عن شخصيات العاملين في القطاعات الاخرى. فرجل ال"دوت كوم" اذا تجاوز العقد الرابع يصبح هرماً في عالم الانترنت. ورجل ال"دوت كوم" يعمل عادة اكثر من 12 ساعة يومياً. فإذا كنت حريصاً على المناسبات العائلية ومواعيد العمل التقليدية بين التاسعة صباحاً والخامسة مساء ابحث عن عمل آخر بعيداً عن نسيج العنكبوت. اما الحصول على قروض شخصية او منزلية فمهمة تصبح اصعب يوماً بعد يوم على رغم السمعة المالية الجيدة لموظفي قطاع المعلومات. ويفيد تقرير لمؤسسة "برايس واتر هاوس" المالية ان 72 في المئة من شركات الدوت كوم ستفلس في نهاية العام المقبل، الامر الذي تنظر المصارف اليه بجدية تامة. وعلى الدوت كوم ان يتنبه لوسائل تسديد الرواتب التي تعتمدها شركته، فبعض هذه الشركات تعمد بسبب التراجع في السيولة الى تسديد قسم من الراتب بتوزيع اسهم على الموظفين، تتراجع قيمتها بسرعة وبصورة كبيرة. وغالباً ما يتصور الدوت كوم نفسه شخصية مبدعة تولد الافكار يومياً لذلك يصبح العمل معه بمثابة سباق دائم للتجديد مما يؤدي الى توتر المنافسة. وللدوت كوم اسلوبه الخاص في ارتداء الثياب، فبزة القطع الثلاث لا تصلح له، بينما يفيده اكثر عمل متواصل لمدة ثلاثة ايام بزي عادي ومريح. وبالفعل بدأت دور الازياء الرياضية تصميم ملابس تجمع بين مفهومي الاناقة والراحة. وعلى رغم انهماك الدوت كوم عادة بشاشة الكومبيوتر باعتبارها نافذته الوحيدة على العالم، يتوقع منه ان يشارك في الحفلات الاجتماعية لقطاع الانترنت الذي يحرص افراده على القيل والقال. وبالنسبة الى مساحة مكان العمل على "الدوت كوم" ان يأخذ بالحسبان احتمال تقلص مساحة مكتبه بسرعة، مع ازياد الحاجة الى موظفين اضافيين لمجاراة توسع الاعمال وتطورها. واخيراً الصحة، فرجال الدوت كوم غير معروفين بوعيهم الصحي، وبالنظر الى الاعباء الملقاة على عاتقهم والتوتر الناجم عن كثافة عملهم تصبح الوقاية، مثل الفحوصات الدورية والتمارين الرياضية الخفيفة ضرورة ملحة.