لوح مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان القاضي نصري لحود ب"مقاضاة من يعلق على احكام" المحكمة على عناصر "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل. واذ رحبت اسرائيل ب"الاحكام المخففة" التي تشجع بعض النازحين اليها على العودة الى لبنان، وصفها "حزب الله" بأنها "مهزلة". فقد قال القاضي لحود في حديث الى اذاعة "صوت الشعب" امس "لا يحق لأحد التدخل في عمل المحكمة، فهي حرة ولا علاقة حتى للنيابة العامة بها، ولا يحق لنا ان ندخل غرفة المذاكرة". واضاف "هم احرار في الحكم، والا لن يكون هناك قضاء، ونصبح كأننا في تكساس". واكد ان "همنا اخراج هذه المحاكمات والملاحقات من السجالات الاعلامية والسياسية والمباريات الخطابية". وقال "اما ان يكون هناك عدلية قضاء واما لا. فالعالم يضحك علينا، اذ لم يحصل، في اي بلد في العالم ولا حتى في بلاد الماو، ان يطرح القضاء في السجالات". واضاف "من يعلق على حكم سألاحقه. كل حكم بحكمه، وكل قضية بقضيتها. وانا ارى الاحكام جيدة". حزب الله واتهم عضو المجلس السياسي في "حزب الله" الشيخ محمد كوثراني الدولة اللبنانية ب"التهاون الفاضح وانتهاج محاكمة صورية للعملاء الذين تعاونوا مع العدو الصهيوني خلال احتلاله جنوبلبنان". واعتبر ان "هذا الاسلوب من المحاكمة يقوض الاحكام القضائية ويفرغها من مضمونها تحت شعار الخوف، وهذا يعكس حجم الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها اجهزة الدولة". وقال في تصريح الى وكالة الانباء الايرانية ان "حزب الله يرى ان هذه الاحكام مهزلة فعلية تكشف تواطؤاً بين المسؤولين واتفاقاً على تمرير الامور بهذا الشكل السافر". وحذّر الدولة "من مغبة عواقب الامور وما قد يتأتى من اطلاق العملاء". وقال ان "الحزب لا يأمن على هؤلاء اذا عادوا الى قراهم من انتقام الناس منهم، وان الكثير من الحوادث التي وقعت اخيراً تؤكد هواجسنا، اضافة الى ان هذه المحاكمة نالت تنويه العدو واشادته". وكان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي اشاد بالاحكام "المخففة" على عناصر "الجنوبي". واعتبر في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية "ان هذا الامر، اضافة الى عدم وقوع مجازر، يعززان الامل بأن يتمكن افراد "الجنوبي" من مغادرة اسرائيل والعودة قريباً الى لبنان". استئناف المحاكمة وتستأنف اليوم المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن ماهر صفي الدين، محاكمة عناصر "الجنوبي" على ان تعقد جلسات المحاكمة لبقية العناصر الذين سلموا انفسهم ايام الاثنين والاربعاء والجمعة من كل اسبوع. واستجوب أمس قضاة التحقيق العسكريون رشيد مزهر وعبدالله الحاج وأنطوان سليمان 64 موقوفاً من عناصر "الجنوبي". وكان 12 لبنانياً 11 امرأة ورجل، غالبيتهم من بلدة دبل الحدودية عادوا ليل الاثنين - الثلثاء من اسرائيل وسلموا انفسهم الى حاجز قوى الامن الداخلي في الناقورة الذي سلمهم الى الجيش اللبناني. وافادت الشرطة اللبنانية ان بين العائدين، رجلاً وامرأة طاعنين في السن، هربا لأنهما كانا يدخلان اسرائيل للطبابة، وعشر نساء كن يعملن في منازل او فنادق او مطاعم اسرائيلية. وعصراً عاد من اسرائيل عبر معبر الناقورة أربعة من عناصر "الجنوبي" هم مروان الخالد وعلي خليفة وعياد أبو ساري وخليل ترمس وعادت أيضاً أربع نساء هن سلام خالد ورجاء عبدالله وخلود غنام وسرية خليفة مع ثلاثة أطفال. وافادت وكالة "فرانس برس" ان عنصراً من "الجنوبي" توفي في اسرائيل ونقلت جثته امس الى لبنان، عبر الصليب الاحمر الدولي.