عرض "حزب الله" في مسيرة امتدت من الجنوب الى الضاحية الجنوبية لبيروت، مروراً بأحياء العاصمة، عدداً كبيراً من الآليات العسكرية التي غنمها من القوات الإسرائيلية، و"جيش لبنان الجنوبي" بعد الانسحاب من الجنوب. وكان المواطنون اصطفوا منذ ساعات ما قبل الظهر على امتداد القرى من صور والنبطية الى صيدا، لمشاهدة الموكب الذي ضم دبابات ت - 54 وملالات أم - 113 وشاحنات ريو، ونصف مجنزرات، عبارة عن غرف عمليات، في محطات عدة مع الأهالي الذين تجمعوا عند مفترقات القرى والبلدات، حاملين الرايات والأعلام ترحيباً وابتهاجاً بالنصر. ورافق الموكب عناصر من قوى الأمن الداخلي فيما اتخذت وحدات من الجيش اللبناني في مناطق عدة إجراءات أمنية مشددة حفاظاً على الأمن، إضافة الى إعلاميين محليين وأجانب كانوا يغطون الحدث. ووصل موكب الغنائم قرابة الحادية عشرة والنصف الى مدينة النبطية واستقبله المحتشدون بالزغاريد ونثر الرز والورود وهتافات النصر والدعاء لمسيرة المقاومة وللسيد حسن نصرالله. واخترق الطريق الرئيسي في النبطية بصعوبة وصولاً الى الساحة العامة. ولدى تجمع الأهالي أمام النادي الحسيني، اعتلى عضو قيادة منطقة الجنوب في "حزب الله" الحاج حاتم حرب برج دبابة وألقى كلمة قال فيها "أن التحرير والنصر على العدو لم يكونا ليتحققا لولا البطولات والتضحيات الجسيمة التي قدمها مجاهدو المقاومة الإسلامية". وكانت قافلة أخرى عبرت مدينة صور الى صيدا ضمت آليات متنوعة قادها واعتلاها مقاومون يرتدون لباساً أسود موحداً، ويرفعون أعلام المقاومة وشارات النصر. وفي صيدا احتشد الآلاف من مواطنيها إضافة الى الذين توافدوا من منطقتي إقليم التفاح وشرق صيدا على جنبات الطرق، مرحبين بالقافلة التي كان في استقبالها النائبة بهية الحريري ومسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق ورئيس بلدية صيدا هلال القبرصلي وشخصيات. واعتلى قاووق إحدى الدبابات وألقى كلمة قال فيها "عام 1982 احتلت إسرائيل لبنان وأرادت أن تزرع علمها فوق صيدا وبيروت، وها نحن اليوم نزرع فوق القلاع والحصون رايات المقاومة ونحتفل بالانتصارات والفرحة تعم كل لبنان، فيما الهزيمة تعم كل إسرائيل وتربك باراك وجيشه". وأضاف "نتطلع الى مزيد من الانتصارات وإلى زرع الرايات في المستقبل القريب في مزارع شبعا"، مؤكداً "أن هذا النصر هو لكل المجاهدين والشهداء والجرحى والأسرى والصامدين ولصيدا ولطرابلس وبعلبك وزحلة ولكل اللبنانيين والعرب والمسلمين". ثم انطلق الموكب الى بيروت عبر الخط الساحلي ترافقه مسيرة سيارة ضخمة تتقدمها الدراجات النارية، وصولاً الى حارة حريك حيث أقيم احتفال خطابي مركزي.