تصاعد التوتر الامني في جنوبلبنان مع اقدام المدفعية الاسرائىلية والطيران الحربي على قصف شريط واسع من القرى والبلدات على خطوط التماس، فيما تمكن رجال المقاومة الاسلامية الجناح العسكري في "حزب الله" من اقتحام موقع بئر كلاب في اقليم التفاح الذي يعتبر من اكثر المواقع الإسرائيلية تحصيناً وارتفاعاً 1200 متر وهو محاط بأربعة مواقع للاحتلال، ورفعوا راياتهم عليه بعد اشتباك مع الجنود الاسرائيليين موقعين في صفوفهم اربع اصابات باعتراف الاذاعة الاسرائيلية. وتأتي هذه العملية بعد 24 ساعة من عملية بلاط التي قُتل فيها ضابط اسرائيلي وجنديان وجرح ثلاثة آخرون. قرابة الاولى والربع بعد الظهر، اقتحمت مجموعات من المقاومة الاسلامية الموقع مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة. وتمكنت من السيطرة عليه بعدما فجّرت دشمه وتحصيناته ودمّرت آلية ورفعت راياتها عليه اثر اشتباكات عن قرب بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما أدى الى سقوط عدد من الجنود الاسرائىليين بين قتيل وجريح. وأعلنت المقاومة، في وقت لاحق، ان رجالها هاجموا قوة اسرائيلية حاولت اعادة اقتحام الموقع، وتمكنوا من تدمير آلية اسرائىلية، وتصدّوا للمروحيات التي كانت تشارك في عملية استرداد الموقع. وفيما اعترف الناطق باسم الجيش الاسرائىلي باصابة اربعة جنود في العملية، احدهم في حال الخطر، ذُكر ان احد المقاومين قُتل. وذكرت مصادر "حزب الله" ل "الحياة" ان موقع بئر كلاب هو موقع ل "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل. ولكن لحظة الهجوم "كانت قوات اسرائىلية موجودة فيه تحضّر على الارجح لشنّ عمليات ضد المناطق المحررة وقد استهدفتها مجموعات المقاومة الاسلامية لاحباط المخطط الاسرائىلي". ونفّذت المقاومة الاسلامية في الوقت نفسه سلسلة عمليات على مواقع الرادار والبلاط وقلعة الشقيف وسجد والتلة الصخرية والريحان والبياضة والدبشة وكسارة العروش. وأفادت مصادر أمنية ان مروحية اسرائىلية حوصرت داخل موقع سجد بعدما منعتها نيران المضادات الارضية الغزيرة التابعة للجيش اللبناني والمقاومة من الاقلاع من داخل الموقع. وفتحت قوات الاحتلال نيران مدفعيتها مستهدفة ثكنة الجيش المهجورة في النبطية وعشرات القرى. وقرابة الرابعة والنصف بعد الظهر، أغارت الطائرات العسكرية الاسرائىلية على مرتفعات اللويزة واستهدفتها بصاروخي جو - أرض. ورافق الغارة وأعقبها تحليق للطيران الحربي الاسرائىلي، منفذاً غارات وهمية على علوّ مخفوض فوق صيدا وشرق صيدا وفي اجواء اقليم التفاح والنبطية والبقاع الغربي ولا سيما فوق بركة الجبور وتلة ابو راشد، وقد جبه بالمضادات الارضية التابعة للجيش اللبناني. وكانت اسرائيل اعترفت بمقتل ثلاثة من جنودها احدهم ضابط برتبة ملازم اول وبجرح ثلاثة آخرين في عملية نفّذتها المقاومة على موقع بلاط داخل المنطقة المحتلة اول من امس. وذكر مصدر عسكري اسرائىلي ان مقاومين قُتلا اثناء الاشتباك الذي وقع ليل اول من امس بالقرب من قرية طلوسة وهو أمر لم يؤكده "حزب الله" ولم ينفه. الى ذلك، رأى مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "ان منطق المقاومة أسقط أي منطق آخر وان فكّر العدو الصهيوني تحصيل أي منجزات في ظل الحشود العسكرية في الخليج، فإن تجربة بلاط مليئة بالعبر".