أطلق قائد القوات البرية التركية الجنرال اتيلا اطيش تصريحات "نارية"، وتوعد دولاً مجاورة لبلاده بالحرب، مهدداً سورية وايران ضمناً. كما اتهم الاتحاد الأوروبي بالسعي الى اثارة فتنة طائفية بين السنة والعلويين في تركيا، بعدما استضافت ممثلة الاتحاد في انقرة اجتماعاً سرياً حضره ممثلون عن العلويين وطالبوا بحمايتهم كأقلية "تتعرض للاضطهاد". وهدد الجنرال اتيلا أطيش باللجوء الى القوة و"اشعال حرب وكسبها" في سبيل "حماية وحدة أراضي" تركيا ومصالحها، موجهاً تهديداته الى "دول الجوار التي تعمل لتقسيم تركيا وهدمها من داخل"، مستهدفاً خصوصاً سورية وايران. واعتبرت الصحافة التركية ان ايران على رأس الدول التي وجه اليها الجنرال تهديدات "نارية"، فيما لفتت صحيفة "مللييت" الى ان تصريحاته تذكّر بتهديدات مماثلة وجهها الى سورية في ايلول سبتمبر 1998. وتابعت ان ما قاله اطيش آنذاك كان بداية حملة تصعيد تركي واسع مع دمشق وتهديدات عسكرية "أرغمت سورية على طرد عبدالله اوجلان من أراضيها". وفي تصريحات نقلتها صحف أنقرة امس عن قائد القوات البرية قال أطيش موجهاً كلامه الى ايران ضمناً: "لسنا بحاجة الى استيراد نظام سياسي من الخارج". واتهم طهران بدعم "الجماعات الدينية المتطرفة لهدم النظام العلماني في تركيا". كما وجه انذارات الى قوى خارجية وداخلية بدءاً بسورية، مستعيداً ملف الاسكندرون، اذ اكد ان "ليس لأحد الحق بأن يطالب بأي شبر من أرض تركيا". واتهم الاتحاد الأوروبي بالعمل من اجل "تحويل حزب العمال الكردستاني الى حزب سياسي وإثارة الفتنة الطائفية بين السنة والعلويين في تركيا". وزاد ان "الشعب التركي ليس غافلاً عن هذه الدسائس". وكانت ممثلة الاتحاد في انقرة كارن فوج رتبت لاجتماع سري في منزلها حضره ممثلون عن الطائفة العلوية ونواب أوروبيون استمعوا الى شكاوى الطائفة ودعاوى بالتعرض للاضطهاد وطلب الحماية كأقلية. كما جاءت تصريحات الجنرال اطيش بعد تعرض صديقه الاميرال جوفان آركايا قائد القوات البحرية السابق الذي توفي الاسبوع الماضي لحملة تشهير باركت موته، على صفحات صحيفة "عقد" الاسلامية، علماً ان محكمة أمن الدولة أمرت بجمع نسخ الصحيفة وأقامت دعوى لإغلاقها. وفيما اكد بعض الصحف التركية ضرورة أخذ تصريحات أطيش بجدية خصوصاً في ما يتعلق ب"دعم ايران للجماعات الاسلامية" في تركيا، فإن صحفاً اخرى استهجنت تدخل العسكر مجدداً في السياسة الداخلية والخارجية وشبهت ما يحدث بالعودة الى الانقلاب الأبيض الذي أطاح حكومة نجم الدين أربكان.