تستعد أنقرة لاتخاذ قرار في شأن صفقة منظومة صواريخ، في وقت حوّلت المدافع ومضادات الطائرات التركية فوهاتها في اتجاه سورية، للمرة الأولى بعد سنوات من تعاون أمني واستراتيجي، بلغ حد تنظيم تدريبات مشتركة لحرس الحدود بين البلدين قبل ثلاث سنوات. وتشمل الصفقة صواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى وأخرى مضادة للطائرات، أُعلِن عنها قبل شهور وأُجِّل اتخاذ قرار في شأن الشركة التي سيتم التعاقد معها، حتى تموز (يوليو) المقبل. وتتنافس على الصفقة التي تبلغ قيمتها 4 بلايين دولار، أربع شركات هي «رايثيون» و»لوكهيد مارتن» (الولاياتالمتحدة) و»روزوبورونيكسبورت» (روسيا) و»سي بي ام اي اي سي» (الصين) و»يوروسام» (فرنسا وإيطاليا). ويُرجّح خبراء عسكريون استبعاد الصواريخ الروسية والصينية، إذ أنها لا تتبع لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وانحصار المنافسة بين الصواريخ الأميركية والفرنسية – الإيطالية. وتفيد تقارير عسكرية بأن تركيا تملك نحو 350 قاذفة صواريخ مضادة للطائرات ونحو ألفي صاروخ، لكنها قديمة صُنعت في ستينات القرن العشرين وسبعيناته. وأحدث الصواريخ التركية من هذا الطراز هي «ستينغر» أُنتجت العام 1980، لذلك تشعر أنقرة بحاجة إلى تجديد صواريخها، خصوصاً أن سورية تملك نحو ألف بطارية و4 آلاف صاروخ مضاد للطائرات من طراز «بانت سر أس-1» صُنعت في التسعينات. في غضون ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن قاعدتي عنتاب وأضنة كُلفتا إرسال عتاد وسلاح إلى المنطقة الحدودية بين تركيا وسورية، قرب إدلب شمال سورية والتي نقلت إليها صواريخ مضادة للطائرات مع قافلة من 30 شاحنة ضمت عسكريين وسلاحاً خفيفاً. وتفقّد قائد القوات البرية التركية الجنرال خيري كيفريك اوغلو قواته على الحدود مع سورية، في المكان ذاته حيث كان سلفه الجنرال أتيلا أطيش هدد دمشق عام 1998 باقتحام الحدود، إن لم تطرد زعيم «حزب العمال الكردستاني» المحظور عبدالله اوجلان من الأراضي السورية. إلى ذلك، أوردت صحيفة «وطن» التركية أن مسؤولين أتراكاً ناقشوا مع «الأطلسي» إنشاء منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي شمال سورية، لا لحماية المهجّرين السوريين، بل لتجنب اشتباك مع الجيش السوري الذي تعتبر أنقرة أنه بات يشكّل تهديداً لأمنها، بعد إسقاطه طائرة استطلاع عسكرية تركية قرب سواحل اللاذقية. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن المسألة تُناقَش في أروقة الحلف، لكن صحيفة «توركش ديلي نيوز» أوردت أن مسؤولاً في الخارجية التركية نفى النبأ. على رغم ذلك، أكد خبراء عسكريون وجوب أن يكون «الأطلسي» ناقش خلال اجتماعه قبل يومين تداعيات اشتباك محتمل بين الجيشين السوري والتركي، بعد استنفار الجانبين على الحدود واحتمال حدوث فعل استفزازي من أحد الطرفين، أو من طرف ثالث، ما قد يؤدي إلى صدام ويستدعي تدخل الحلف للدفاع عن تركيا، من خلال إنشاء منطقة حظر طيران في شمال سورية. وتواصل النقاش في تركيا حول مصير الطيارَين اللذين أسقط الجيش السوري طائرتهما، إذ تساءلت صحيفة «ميلّييت» هل هما في قبضة الجيش السوري، خصوصاً أن كلّ المؤشرات يدلّ إلى أنهما كانا على قيد الحياة لدى إسقاط الطائرة، وأنهما تمكّنا من خلع خوذتيهما وحذاءيهما بعد الحادث في نهار حارّ، لكن أحداً لم يتمكن من العثور عليهما، على رغم وجود جهاز «جي بي أس» في ملابسهما، وهذه إشارة إلى احتمال تعطيل الجهاز يدوياً.