يعد العراق لمعاودة تشغيل سفارته في أبوظبي بعد توقف استمر أكثر من عشر سنين، منذ غزوه الكويت. وسيتولى عبدالرزاق حمودي أحمد، القائم بأعمال السفارة المعين في أبوظبي، خلال أيام قليلة رفع العلم العراقي على المقر الموقت للسفارة إلى حين اختيار مقر دائم لها في العاصمة الإماراتية. في غضون ذلك، واصلت بغداد حملة التصعيد مع طهران، وهاجمت بعنف "مؤامرات الأشرار الذين جاؤوا من إيران" لتنفيذ تفجيرات، ملوحة بأن العراق "سيواجه مؤامراتهم بسيف ماضٍ". ويأتي التحضير لرفع العلم العراقي على المقر الموقت للسفارة في أبوظبي بعد خطوة مماثلة من الإمارات لمعاودة تشغيل سفارتها في بغداد في 18 أيار مايو الماضي. وتسلم وكيل وزارة الخارجية الإماراتية السفير سيف سعيد بن مساعد أمس خطاب اعتماد القائم بالأعمال العراقي الجديد في أبوظبي. ونوه الديبلوماسي العراقي بجهود رئيس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لرفع المعاناة عن الشعب العراقي. وقال إن الشيخ زايد "أول من بادر إلى الدعوة لرفع الحصار عن العراق والمعاناة عن شعبه". وأشاد بدعواته المتكررة إلى التضامن العربي وعقد القمة العربية، مشيراً إلى أن هدف معاودة تشغيل السفارة العراقية هو "دعم العلاقات بين البلدين الشقيقين وتطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والإعلامية، إضافة إلى تقديم الخدمات للجالية العراقية في دولة الإمارات". يذكر أن الإمارات كانت عيّنت السيد أحمد عبدالله سعيد قائماً بأعمال سفارتها في بغداد، ورفع العلم الإماراتي فوق المقر الموقت للسفارة، وأعلن ان هدف هذه الخطوة هو المساعدة في تقديم المعونات للشعب العراقي. بغداد - طهران وفي سياق التصعيد المتبادل بين العراقوإيران، اتهمت صحيفة "الجمهورية" الحكومية العراقية أمس طهران بارسال "عملاء أوغاد وحاقدين لتنفيذ مؤامرات شريرة"، وتوعدت مجدداً بالانتقام. وصعّدت بغداد لهجتها بعد يومين من إعلانها عن انفجار سيارة مفخخة أدى إلى مقتل ثلاثة عراقيين وإيراني، أكدت أنه ضابط في الاستخبارات، مشيرة إلى أن هؤلاء كانوا يعدون لتفجيرات في العراق. ونقلت وكالة "رويترز" عن افتتاحية نشرتها "الجمهورية": "نقول للأشرار الحاقدين الذين جاؤوا من إيران إن مؤامراتهم واضحة والعراق سيواجهها بسيف ماضٍ، وهو على رغم محنة الحظر والتهديدات والتآمر ضده، مستعد لإحباط أي عدوان إيراني". وكانت طهران أعلنت عن مواجهات في الأيام الأخيرة مع عناصر من منظمة "مجاهدين خلق" الإيرانية المعارضة التي تقيم قواعد عسكرية في العراق، وأكدت مقتل عدد منهم خلال "محاولات تسلل" عبر الحدود.