نفى السفير الاميركي في ابو ظبي تيودور كتوف في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة امس ان تكون الولاياتالمتحدة قد طلبت من احدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فتح مقر للمعارضة العراقية في احدى دول المجلس. وقال السفير الاميركي رداً على سؤال ل"الحياة" عن مهمة فرانك ريتشياردوني، المسؤول الاميركي المكلف التنسيق مع المعارضة العراقية، في ابو ظبي ان المسؤولين الاماراتيين استقبلوا المسؤول الاميركي و"أصغوا بكل اهتمام لوجهة النظر الاميركية" بشأن تغيير نظام الحكم في بغداد. وكان ريتشياردوني زار الامارات الأربعاء الماضي واجتمع مع مسؤولين اماراتيين بينهم الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية، والدكتور مانع سعيد العتيبة المستشار الخاص لرئيس دولة الامارات. وتعتبر زيارة ريتشياردوني للامارات الأولى منذ تسلمه مهمات منصبه منسقاً للمعارضة العراقية منذ اكثر من عام. وتؤكد الامارات ان تغيير النظام العراقي مسألة داخلية، وتشدد على وحدة العراق ورفع المعاناة والحصار عن الشعب العراقي. ولفت كتوف الى ان دعم الولاياتالمتحدة للمعارضة العراقية ينطلق من كون الشعب العراقي لا يستطيع التعبير عن نفسه تحت تهديد النظام... وقال: "نريد لمن هم في الخارج التعبير عما يريده الداخل". وأضاف ان الحكومة الاميركية "تؤمن بأن تغيير الحكومة العراقية مسألة اساسية لاعادة العراق الى الحظيرة الدولية، وتتمنى ان يتم التغيير بواسطة الشعب العراقي نفسه لأنه لا يمكننا ان نفرض أحداً عليه". ورداً على سؤال حول ما اذا لعبت واشنطن دوراً في التقارب الخليجي - الايراني، خصوصاً بين السعودية وإيران، قال السفير الاميركي: "السعودية تتصرف من منطلق كونها دولة ذات سيادة، ولا تقبل ان تقوم اي دولة اخرى بإملاء سياستها عليها". لكنه اكد ان واشنطن "تشجع" مثل هذا التقارب طالما يؤدي الى الاستقرار في المنطقة، خصوصاً في ظل التطورات الايجابية التي تقوم بها حكومة الرئيس الايراني محمد خاتمي. وأضاف كتوف ان "واشنطن تتمتع بعلاقات جيدة مع كل دول مجلس التعاون. وكل دولة حرة في تحديد خياراتها السياسية، ونأمل خيراً في انتخاب الرئيس خاتمي الذي يمثل رغبة تغيير في المجتمع الايراني". وأعرب عن أمله بتطور العلاقات مع ايران، ولكنه شدد على وجود معوقات منها "استمرار طهران في تطوير اسلحة دمار شامل وصواريخ بعيدة المدى ودعمها الارهاب وتشجيع العنف في عملية السلام العربية - الاسرائيلية". وأعلن السفير الاميركي ان الولاياتالمتحدة "تريد محادثات مع ايران "فوق الطاولة" ولكن الايرانيين يقولون "انهم غير معنيين بأي مفاوضات من دون شروط مسبقة". ولفت الى وجود اتصالات مع بعض الاشخاص في طهران، ولكنها لا تعتبر أساسية. وأكد كتوف ان المفاوضات بشأن تزويد الامارات طائرات عسكرية من طراز "اف - 16" مستمرة و"تتقدم"، وان الحكومة الاميركية تتعامل معها "بجدية"، مضيفاً ان المفاوضات بين الامارات وشركة "لوكهيد مارتن" المصنعة للطائرة مستمرة منذ عدة سنوات. وأكد ان الحكومة الاميركية ستلبي الاحتياجات الدفاعية للامارات بواسطة "تقنيات حديثة". ونوه كتوف باستعداد الامارات للمشاركة في قوة حفظ السلام في كوسوفو وقال انها من اوائل الدول من خارج حلف الاطلسي تعرب عن استعدادها للمشاركة في هذه القوة. وكان رئيس اركان القوات المسلحة الاماراتية الفريق الركن طيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أعلن الشهر الماضي خلال زيارة قام بها لمخيم الامارات في شمال البانيا ان الامارات ستساهم في أي قوة لحفظ او فرض السلام في كوسوفو، وذكر ان 1500 جندي اماراتي سيسافرون الى فرنسا للتدريب استعداداً لهذه المهمة. وأعلن الأربعاء الماضي عن وصول 1200 جندي اماراتي الى جنوبفرنسا للتدريب على مدرعات "لوكليرك" ويمكن ان يشاركوا في قوة حفظ السلام في كوسوفو. وأكد كتوف استعداد الشركات الاميركية للمساهمة في تنفيذ مشاريع للطاقة في المنطقة، وتحديداً مشروع "دولفين" الخاص بانشاء شبكة للغاز بين قطروالامارات وسلطنة عمان تبلغ كلفته حوالى 10 بلايين دولار.