شدد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي على وجود "أعداء لإيران يواصلون تنفيذ مؤامراتهم" ضدها، من دون أن يحددا هويتهم، أو يشيرا إلى الولاياتالمتحدة، في حين أعربت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت أمس عن ارتياحها إلى "معاودة النظر في التاريخ التي أجريناها" حيال طهران. وكانت الوزيرة أعلنت الأسبوع الماضي تخفيف الحظر الاقتصادي على إيران، وأقرت ب"خطأ" الدعم الأميركي للعراق خلال حربه معها، وبجهود للولايات المتحدة في إطاحة رئيس الوزراء الإيراني السابق محمد مصدق. وصدر في بغداد أمس تحذير يعكس الاستياء العراقي من التقارب بين واشنطنوطهران الذي اعتبرته صحيفة "بابل" بداية "شهر عسل" و"زواجاً مدنياً"، محذرة إيران من "اللعب بالنار ضد العراق". ولم يصدر رد نهائي من طهران على ما جاء في مواقف أولبرايت الجمعة الماضي، واتسمت الردود الأولية بالتحفظ. وهو أمر لم يكن مفاجئاً، وفق تعبير الوزيرة التي ذكرت أمس أنها لم تكن تتوقع أن تسير الأمور بسرعة كبيرة، مؤكدة ان الرفع الجزئي للحظر سيكون له أثر كبير في إيران. وكان محسن رضائي عضو "مجلس تشخيص مصلحة النظام" نبه إلى أن العام الإيراني الجديد الذي احتفل به أمس سيكون مهماً للعلاقات بين إيران وأميركا. وأضاف ان اعتراف الولاياتالمتحدة بأخطاء الماضي وقرارها تخفيف الحظر يعتبران مؤشراً إلى عصر جديد في توجه واشنطن نحو طهران. وأشار خامنئي وخاتمي إلى التهديد الذي يطاول الأمن القومي، كما لفت الرئيس إلى العمليات التي تنفذها منظمة "مجاهدين خلق" من دون تسميتها، واكتفى بوصف أعضائها بأنهم "مطرودون من الشعب الإيراني". وكانت الأجهزة الأمنية الإيرانية اتهمت الاستخبارات العراقية بمساعدة مجموعة من عناصر المنظمة للتسلل إلى إيران، وتنفيذ اعتداء بالقذائف في طهران في 13 الشهر الجاري استهدف مجمعاً سكنياً قرب مقر قيادة "الحرس الثوري". وفي تصعيد جديد للتوتر بين طهرانوبغداد، حذرت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي نجل الرئيس العراقي، إيران من استغلال تقاربها مع الولاياتالمتحدة "للعب بالنار ضد العراق". ورأت في أول تعليق عراقي على مواقف أولبرايت، ان تصريحات الوزيرة "تبدو بمثابة تشجيع لطهران على توسيع اعتداءاتها على العراق". واعتبرت ان "التقارب الأميركي الأخير يعد بمثابة زواج مدني وبدء شهر العسل، وعلى إيران ألا تلعب بالنار ضد العراق". إلى ذلك شدد مرشد الجمهورية في كلمته التي وجهها أمس بمناسبة عيد النوروز رأس السنة الإيرانية على ان العام الماضي شهد "أحداثاً طيبة وأخرى مرة"، منوهاً بالمشاركة الواسعة في الانتخابات النيابية. وزاد ان "الأحداث المرة ناجمة عن ضعفنا، وعن مؤامرات أعدائنا التي استهدفت تهديد الأمن القومي". وأشار إلى الوضع الاقتصادي والمعيشي، وأقر بأن الجهود التي بذلت لم تستطع ان تحل المشكلة الاقتصادية، "ولم تكن على قدر التوقعات". أما خاتمي فرأى في كلمة في المناسبة ذاتها ان "من الطبيعي ان تواجه الأعمال الكبرى مشاكل، مثل محاولات اغتيال أبناء الشعب"، في إشارة إلى محاولة اغتيال سعيد حجاريان، إحدى الشخصيات الاصلاحية البارزة. وذكر ان من بين تلك المشاكل "لعبة النار التي يلعبها صبية مطرودون من الشعب الإيراني".